هكذا نحسم في كل الجبهات: في الشمال، والضفة الغربية، والقطاع
تاريخ المقال
المصدر
- سأقدم في هذه السطور قائمة تقنية من أجل الحسم. لماذا أفعل هذا هنا؟ لأن عدم الثقة بالزعامة يفرض نقاشاً منطقياً عاماً. يطرح عدد قليل من الشخصيات العامة أهدافه على الطاولة. وأضحى الجدل بشأن محور فيلادلفيا سبيلاً للهرب من الواقع. السياسيون الذين اختفوا في 7 تشرين الأول/أكتوبر، غائبون الآن، ولا يقولون للجمهور ماذا يريدون. نحن نُجري نقاشاً سطحياً بشأن محور تكتيكي. من الأسهل لرئيس الحكومة و"الكابينيت" التهرب من اتخاذ قرارات تتعلق بتحديات كبيرة، مثل حزب الله وإيران، وحتى شمال القطاع. لقد أصبح محور فيلادلفيا ملاذاً يهرب إليه أيضاً المعارضون للحكومة، كأن الانسحاب منه سيعيد المخطوفين. وفي الحقيقة، لا يوجد نقاش حقيقي، بل فوضى.
- أولاً، لنقدم صورة للوضع: في الشمال، أدى خيار للحكومة الإسرائيلية، بشأن الامتناع من تدمير البنية التحتية للعدو في لبنان، إلى حرب استنزاف في مواجهة حزب الله. وتحوّل الجليل من منطقة مزدهرة إلى منطقة قتال. ومن بين الأخطاء الكبيرة التي يجب التحقيق فيها عملية إجلاء السكان، والتخلي عن المستوطنات. لقد تحوّل الجليل إلى أرض مهجورة.
- في الضفة الغربية، هناك تدخّل إيراني من أجل إعادة انتفاضة الانتحاريين، والسبب الوحيد الذي يمنع ذلك هو الرد العسكري العنيف.
- في غزة، دمرنا معظم القدرات العسكرية لـ"حماس". وتمركزنا في محورين مركزيَّين. وهنا بدأ المستوى السياسي بالمراوحة. المخطوفون موجودون في أماكن من الصعب الوصول إليها من دون تعريض حياتهم للخطر.
- الآن، ما هي القرارات المطلوبة من "الكابينيت"؟ الجزء الأول والأكثر أهميةً هو تدفيع حزب الله وإيران ثمناً. وليس هناك أيّ منطق في إجلاء عشرات الآلاف من الإسرائيليين عن منازلهم سنة تقريباً. وهروب نتنياهو والحكومة نحو الاهتمام بغزة لن يغيّر شيئاً. يجب أن يكون الهدف تدمير البنى التحتية المدنية والعسكرية في بيروت. لا يمكن لهذه الدولة مهاجمة إسرائيل والنجاة من العقاب.
- والسبيل إلى تحقيق ذلك، توجيه إنذار إلى حزب الله كي يسحب قواته إلى ما وراء نهر الليطاني. ومن المعقول ألّا يستجيب لذلك، وبذلك تقصر الطريق إلى شنّ حرب سيدفع لبنان وحكومته ثمناً باهظاً جرّاءها. هل سيكون لهذه الخطوات ثمن؟ نعم، يملك حزب الله عدداً كبيراً من الصواريخ التي جمعها طوال أعوام، لكن دفن الرأس في الرمل لا يساعد كثيراً.
- وهذه القرارات المطلوبة في غزة. ويجب أن تكون القواعد التوجيهية: السيطرة أعواماً طويلة، وجباية ثمن باهظ على صعيد الوعي، وضغط مكثف لإعادة المخطوفين، فضلاً عن مرونة تكتيكية في المفاوضات لإعادتهم. وهذه هي الخطوات التفصيلية:
- سيطرة الجيش الإسرائيلي وتمركُزه على سلسلة الهضاب 70 و80، وهي منطقة مرتفعة، نسبياً، عن السياج الحدودي ضمن كيلومتر، أو كيلومترَين، ومشرفة على القطاع؛ والسيطرة على محور نتساريم الذي يقطع القطاع، ومحور فيلادلفيا الذي يقع على خط التهريب. واقتحامات وهجمات على سائر المناطق عند الحاجة.
- جباية الثمن على صعيد الوعي؛ ومن أجل الضغط على المفاوضات، يتعين على إسرائيل أن تُظهر استيلاءها على مناطق في القطاع. ويجب أن نُظهر السيطرة الإسرائيلية على سلسلة الهضاب وتوزيع الأراضي الزراعية على الكيبوتسات، أو على خلايا مختارة. ويجب أن نعتمد خطة غيورا أيلاند وغيرشون هكوهين في شمال القطاع، وهي: تحويل مدينة غزة إلى منطقة خالية من السكان. وتوجيه إنذار إلى 200 ألف غزّي لا يزالون في المدينة والطلب منهم التوجه جنوباً.
- مرونة في استعادة المخطوفين؛ وهي التزام أخلاقي وجزء من أهداف الحرب. يمكن الموافقة في كل لحظة على انسحاب تكتيكي من مناطق في القطاع من أجل المفاوضات في مقابل تحرير مخطوفين، بما في ذلك محور فيلادلفيا (بشرط الاتفاق على العودة إليه).
- الأهداف العليا هي:
- قطاع غزة مقطّع الأوصال ومنزوع السلاح في الأعوام القادمة؛
- استعادة المخطوفين؛
- وجود عسكري دائم.
- يوجد كثير من القرارات التي كان يتعين على "الكابينيت" اتخاذها، مثل زيادة حجم قوات الجيش عبر إصلاح الحماقة وعدم المساواة في تحمُّل العبء، وتشكيل لجنة تحقيق رسمية فوراً لمعالجة الإخفاقات، وتحديد موعد متفق عليه للانتخابات. إن تركيبة الحكومة غير منطقية، وعجزها عن القيادة، جعلني أركز على القرارات العسكرية في "الكابينيت".
- إذا كانت الحكومة الإسرائيلية غير مؤهلة لتحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية، بل معالِجة فقط لمحور واحد، فإننا لن نحقق الحسم، بل سنغرق في حرب استنزاف طويلة...