سياسة الاحتواء تحولت من "غلاف غزة" إلى الشمال
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- بعد الهجوم الاستباقي ضد حزب الله في الشمال، قيل إنه لا يوجد أيّ علاقة بين نية حسن نصر الله إطلاق صواريخ على وسط البلد وبين قرار توجيه ضربة واسعة إلى حزب الله. وقالوا لنا في أجهزة الأمن إن "الصواريخ، في أغلبيتها، كانت موجهة نحو بلدات الشمال". هذا ما قالوه لنا.
- حينها، بدا الموضوع غير واقعي، فحزب الله لم يبدأ بإطلاق النار بعد الضربة الاستباقية. ومنذ بداية الحرب، تم إطلاق 2400 قذيفة، 50% منها تقريباً جرى توجيهه إلى أهداف مدنية. لم نشهد ضربة استباقية كهذه من ذي قبل.
- ليس هذا فقط، يكفي أن ننظر إلى ما حدث أول أمس (الأربعاء) صباحاً: في الساعة 11:40، صدرت توجيهات لسكان الجليل الأعلى وكريات شمونة بالبقاء بالقرب من الأماكن الآمنة بسبب التخوف من إطلاق النار من لبنان. وفي الساعة 11:50، بعد ذلك بـ10 دقائق، أُطلقت صافرات الإنذار في كريات شمونة والمنطقة، وسقطت عشرات القذائف على بلدات الشمال.
- إذاً، إن كنا نعرف أن الحزب سيشن هجوماً، فلماذا لم نوجه إليه ضربة استباقية لتدفيعه الثمن، قبل الهجوم؟ لماذا لا نهاجم حزب الله قبل أن يهاجمنا؟ التفسير بسيط: هناك معايير لكريات شمونة، وأُخرى لمنطقة "غوش دان".
- هذه السياسة يعرفها سكان "الغلاف" جيداً: طوال 20 عاماً من حياتنا، كان هناك معايير خاصة بـ"غلاف غزة"، وأُخرى تتعلق بتل أبيب، مختلفة كلياً. هذه السياسة هي التي قادت إلى السابع من تشرين الأول/أكتوبر في نهاية المطاف. وإذا لم تتغير هذه السياسة، فيمكن أن تقودنا إلى كارثة في شمال البلد.
- طوال سنوات، كان السنوار هو مَن يحدد روتين حياة سكان الجنوب، والآن، نصر الله يقرر لسكان الشمال روتين حياتهم. لكن لا تقلقوا، في النهاية، سيصل إلى "غوش دان". حينها فقط، على ما يبدو، سيحصل سكان الشمال على الحماية التي يستحقونها.