طالب سياسيون إسرائيليون وأهالي مخطوفين محتجزين في قطاع غزة، أمس (الثلاثاء)، بإبرام صفقة فورية مع حركة "حماس"، وذلك بعد كشف الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانييل هغاري عن فيديو، قال إنه التُقط داخل النفق الذي عُثر في داخله على جثث 6 مخطوفين في قطاع غزة.
وعرض هغاري الفيديو خلال مؤتمر صحافي، وظهر فيه بلباسه العسكري داخل نفق ضيق، لا يمكن لشخص الوقوف منتصباً بداخله، وقال إنه في قطاع غزة، وأن حركة "حماس" قتلت فيه 6 محتجزين إسرائيليين.
وعرض هغاري أغراضاً، قال إنه تم العثور عليها في النفق، وأضاف: "يمكننا أن نرى هنا زجاجات البول التي كان يقضي فيها الأسرى حاجاتهم، ودلوا للتغوّط، وأغراضاً نسائية، ورقعة شطرنج".
وقال هغاري: "سنصل إلى مَن قتلهم. وتقوم الفرق هنا بجمع كل الأدلة من مكان الحادث". وأشار إلى أن هناك مخطوفين آخرين محتجزون في هذه الظروف.
وأثار نشر الفيديو ضجة سياسية داخل إسرائيل، حيث قال رئيس حزب "يوجد مستقبل" وزعيم المعارضة عضو الكنيست يائير لبيد: "إن الصور الصادمة هي شهادة مؤلمة ومروعة على قسوة ’حماس’، لكنها أيضاً إنذار ودعوة للحكومة الإسرائيلية إلى الاستيقاظ".
وأضاف لبيد في منشور في منصة "إكس": " إذا لم نفعل كل ما في وسعنا للتوصل إلى صفقة الآن، فإننا نُصدر حُكم الإعدام على المخطوفين الذين ما زالوا في قيد الحياة. لا يمكننا تحمُّل مزيد من فيديوهات كهذه".
بدورها، قالت "هيئة عائلات المخطوفين" الإسرائيليين في بيان صادر عنها: "الليلة، تم الكشف عن توثيق نفق الرعب. هكذا يوجد 101 مخطوفاً آخر في قطاع غزة، وهم هناك يعانون الجوع والعذاب. إن ما يُبقيهم في قيد الحياة الأمل بمواصلة نضالنا من أجلهم جميعاً".
وأكد البيان أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزراء الحكومة يتحملون مسؤولية مشتركة عن مصير المخطوفين وسلامتهم.
من جانبها، قالت عائلة المخطوفة كرمل غات التي قُتلت مع 5 مخطوفين آخرين في النفق: "إن ما قتلهم لم يكن نقص الهواء والضوء، ولا نقص الغذاء والماء، ولا الأمراض في أوكار ’الإرهابيين’، بل رئيس الحكومة الذي قال لا للصفقة التي ستعيدهم. إن الشيء الوحيد الذي يجب فعله الآن هو إعادة جميع المخطوفين من خلال صفقة، قبل أن يؤدي الضغط العسكري إلى مقتلهم جميعاً".
في المقابل، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير [رئيس "عوتسما يهوديت"] في منشور عبر منصة "إكس": "لقد أبقت ’حماس’ على المخطوفين في ظروف متدنية للغاية، وقتلتهم بدم بارد. والردّ على ذلك، يجب أن يكون واضحاً: وقف المساعدات الإنسانية وشاحنات الوقود التي تصل إلى حماس".
وكتبت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغف (الليكود): "إن الفيديو الذي نشره الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، يُظهر لنا وللعالم مرة أُخرى العدو الذي نواجهه. يجب أن نستمر حتى النهاية، حتى التدمير الكامل لـ’الإرهابيين’، وسنفعل ذلك".
ويبلغ طول النفق الذي عُثر فيه على الجثث الست، وفق المعطيات التي قدّمها الناطق العسكري، نحو 120 متراً، وكان مسدوداً بباب مقاوم للانفجارات من أحد طرفيه، ومغلقاً من الطرف الآخر.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في مطلع أيلول/سبتمبر الجاري استعادة 6 جثث لمخطوفين من نفق في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، وعُلم إن أسماء 3 منهم على الأقل، وردت ضمن صفقة كان يجري الإعداد لها قبل شهرين، قبل أن يضيف نتنياهو شروطاً جديدة أعاقت تنفيذها.