الهدف- فصل الارتباط بين غزة والشمال
تاريخ المقال
فصول من كتاب دليل اسرائيل
المصدر
قناة N12
–
الموقع الإلكتروني
- اختفت الابتسامة التي كانت على وجه نصرالله منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. فبعد يوم على "ضربة" انفجار أجهزة البيجر في لبنان، نُفّذت "ضربة" أجهزة الاتصال. وبحسب الأنباء في لبنان، أصيب نحو 3000 في الموجة الأولى، وقُتل 10، وفي الموجة الثانية، أصيب 450 وقُتل 14، والأرقام إلى ارتفاع. وقع انفجار الأجهزة في كل مراكز القوى التابعة لحزب الله في الضاحية، وفي الجنوب والبقاع. الأغلبية العظمى من الإصابات، باستثناء بعض الحالات الفردية، من ناشطي حزب الله الذين كانوا مزودين بالأجهزة من الحزب. تتحدث الأخبار عن هجوم دقيق جداً، "مع أضرار جانبية قليلة جداً"، بالإضافة إلى ما نُشر في الإعلام عن انفجارات في سورية، وأيضاً إصابة السفير الإيراني في لبنان، وهو ما يطرح أسئلة عن استعماله أجهزة الاتصال المخصصة للتنظيم "الإرهابي". وفيما يلي سبع خلاصات بشأن ما حدث:
- إنها ضربة في العمق ومفاجأة للتنظيم، تعكس قدرات اختراق وتكنولوجيا واستخبارات مذهلة جداً. هذه العملية تدمج مواد متفجرة مع قدرات سايبر ودقة في استهداف الناشطين، لكنها واسعة النطاق في الوقت نفسه، مع إسقاطات على منظومات الحزب. أدت نتائج الهجوم إلى هلع وفوضى واسعة في لبنان، ستحتاج الدولة اللبنانية وحزب الله وقتاً للتعافي منها. أيضاً سيتطلب الأمر من التنظيم فحصاً شاملاً ومعقداً، للتأكد من أنه غير مخترَق في المنظومات العملياتية الأُخرى. وأشارت الأنباء إلى عملية تُنسب إلى إسرائيل، نُفّذت مؤخراً في عمق الأنفاق في مصياف في سورية؛ يبدو أن لدى إسرائيل القدرة على تغيير قواعد اللعبة، ولديها الأدوات المتنوعة للقيام بذلك، إذا قررت.
- إذا كانت إسرائيل فعلاً مسؤولة عن التفجيرات في لبنان، حسبما يتهمها حزب الله، فيبدو أن الهدف هو زيادة حدة المعضلة لدى التنظيم بشأن تصميمه على ربط نفسه بغزة، والاستمرار في مهاجمة إسرائيل طالما لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق نار في القطاع. يوضح الهجوم ونتائجه الصعبة لحزب الله أن إطلاق النار على الجليل والعمليات داخل إسرائيل (حسبما كشف الشاباك مؤخراً) لن تمرّ من دون أثمان كبيرة. توضح الأحداث أيضاً لدولة لبنان أن حزب الله يجرها بالقوة، مرة أُخرى بسبب الفلسطينيين، مثلما حدث في السبعينيات من القرن الماضي، إلى مواجهة يمكن أن تكون إسقاطاتها هدامة على الدولة المنهارة.
- يبدو أن شيئاً ما تغيّر في إسرائيل. يتعزز الاعتراف داخل الرأي العام بأن الواقع الحالي، الذي لا يُحتمل في الشمال، لا يمكن أن يستمر، وفي الوقت نفسه، يزداد الضغط على الحكومة. صحيح أن إسرائيل لا تسعى لحرب واسعة في لبنان في هذه المرحلة، لكنها توضح أنها مصممة على زيادة الضغط على حزب الله، وأن جميع الإمكانات مطروحة على الطاولة، إذا صمم الحزب على عدم فك الارتباط بين غزة ولبنان، حسبما أوضح في البيان بعد التفجيرات.
- على هذه الخلفية، أوضح وزير الدفاع أن الحرب دخلت في مرحلة جديدة. وصرّح رئيس هيئة الأركان بأن المراحل المقبلة باتت جاهزة، وقال مصدر إسرائيلي كبير إن مَن يمكنه وقف التصعيد هو نصرالله، في حال صرّح بأنه جاهز لقبول المقترح الأميركي، وإذا رفض التنظيم "الإرهابي" ذلك، فـ"نحن جاهزون للذهاب حتى النهاية". كما أن نقل اللواء 98 من الجنوب إلى الشمال هو رسالة واضحة في هذا الاتجاه.
- على الرغم من التصريحات العدوانية، يتيعن علينا مناقشة الحرب ببرودة أعصاب، وبحسابات منطقية. يوجد لدى إسرائيل فعلاً فرصة في ضرب التنظيم الذي خرج الآلاف من ناشطيه من دائرة القتال، والقوات القتالية في الجنوب اللبناني مقلصة، وقدرة التنظيم على السيطرة والقيادة أصيبت. يجب البحث في الخطوة الأوسع، وإن كانت الإنجازات العسكرية والسياسية تبرر حجم الخسائر العسكرية والأضرار التي ستلحق بالجبهة الداخلية والاقتصاد.
- الكرة الآن في ملعب حزب الله الذي يتهم إسرائيل بخرق سيادة لبنان، ومن الممكن أيضاً أن ترى إيران أن إصابة سفيرها مبرر للتدخل، ولا يزال ملف هنية مفتوحاً. الضربات القاسية التي تلقاها حزب الله يمكن أن تغريه بردّ قاسٍ ضد إسرائيل، وهو ما يمكن أن يمنحها مبرراً للصعود درجة أُخرى في الضغط عليه. هذه الدينامية تتضمن مخاطرة ليست بسيطة، مثل الانجرار إلى تصعيد واسع. وفي جميع الأحوال، ممنوع على إسرائيل أن تدخل في حرب قبل أن تستنفد جميع الإمكانات الدبلوماسية والسياسية، ومن دون تخطيط مفصل لأهداف الحرب والاستراتيجية لتحقيقها، ومنظومات الخروج، وطبعاً الجاهزية العسكرية الأفضل.
- في ظل هذه الظروف، إن السيناريوهات واضحة:
أ) تصعيد من طرف إسرائيل، أو ردّ من طرف حزب الله/ إيران يؤدي إلى حرب، يمكن أن تكون إقليمية.
ب) العودة إلى روتين المعادلات واستمرار تدفيع الثمن المتبادل بقوة أكبر.
ج) ترتيبات الرهائن في غزة، تسمح لإسرائيل ببحث الإمكانات الدبلوماسية في لبنان والتجهيز بشكل أفضل للحرب، إن لم يكن هناك حل آخر. ومثلما جرى في الأزمة خلال شهر آب/ أغسطس، من المتوقع أن تتدخل الولايات المتحدة لمنع نشوب حرب إقليمية، وهي آخر ما تريده إدارة بايدن عشية الانتخابات. من المقرر أن يزورنا وزير الدفاع لويد أوستن في مطلع الأسبوع، ومستقبلاً، من المخطط أن يزورنا أيضاً وزير الخارجية أنتوني بلينكن.
- في ظل هذا الواقع المعقد إلى هذا الحد، إن انشغال رئيس الحكومة بتبديل وزير الدفاع، صاحب الخبرة، يوآف غالانت، هو ببساطة أمر جنوني، بحسب ما قاله مسؤول أميركي كبير في الإعلام. نحن ندخل في أيام متوترة، عشية فترة الأعياد، وجبهة الضفة تسخن أيضاً. في هذا الوقت الحساس جداً، إن القرارات المدروسة في الأمن القومي مصيرية، وممنوع أن تتأثر بأجندات شخصية، أو سياسية.