نصر الله يقرُّ بتعرُّض حزب الله لضربة قاسية وغير مسبوقة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

وصف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الكلمة التي ألقاها، أمس (الخميس)، عمليتَي تفجير أجهزة الـ "بيجر" والاتصالات اللاسلكية في لبنان بأنهما مجزرتا الثلاثاء والأربعاء، وشدّد على رفض فصل جبهة لبنان عن قطاع غزة، متوعداً إسرائيل بإلحاق أكبر أذى بها، إذا قررت القيام بأيّ عمل عسكري برّي في الجنوب.

وقال نصر الله في كلمة مصورة، إن ما حدث من تفجيرات أدت، حتى الآن، إلى سقوط 37 قتيلاً وجرح أكثر من 3000 شخص، يستدعي كلاماً وتقييماً وموقفاً. وأشار إلى أن نيّة إسرائيل كانت قتل ما لا يقلّ عن 5000 إنسان في دقيقتين، وذلك يومَي الثلاثاء والأربعاء، من دون اكتراث لأيّ خطوط حمراء، أو ضوابط، أو قوانين، لكنه في الوقت عينه، اعترف بأنه "لا شك في أننا تعرّضنا لضربة أمنية وإنسانية كبيرة، وغير مسبوقة في تاريخ حزب الله".

من ناحية أُخرى، نقلت شبكة التلفزة الأميركية "إي بي سي نيوز" عن مصدر استخباراتي أميركي قوله إن إسرائيل كان لها يد في تصنيع أجهزة الـ "بيجر" التي كانت بحيازة عناصر من حزب الله وانفجرت هذا الأسبوع، وأشار إلى أن مثل هذا الاختراق خُطِّط له منذ 15 عاماً على الأقل.

وقال المصدر نفسه إن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية [سي أي إيه] كانت مترددة منذ فترة طويلة في استخدام هذا التكتيك لأنه يعرّض المدنيين لخطر كبير. 

وأوضح المصدر الاستخباراتي أن التخطيط للهجوم شمل شركات وهمية عملت مع ضباط استخبارات إسرائيليين وشركات لم يكن بعضها يعلم لمن يجري تصنيع مثل هذه الأجهزة. وبحسب الشبكة الأميركية، لقد زُرِع ما بين 28 غراماً و 56 غراماً من المتفجرات ومفتاح تشغيل في كل جهاز.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أول من كشف النقاب عن أن إسرائيل نفّذت العملية عبر تفعيل مواد متفجرة زُرعَت داخل دفعة جديدة من أجهزة الـ"بيجر" المصنوعة في تايوان، والتي تم استيرادها إلى لبنان. وأضافت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين أميركيين قالت إنهم مطّلعون على العملية، أن زراعة المتفجرات في الأجهزة التي طلبها حزب الله من شركة "غولد أبولو" في تايوان جرت قبل وصولها إلى لبنان.

وقال تقرير للصحيفة الأميركية أمس  إن الشركة المجرية BAC التي زودت، على ما يبدو، بأجهزة الاتصال "بيجر" التي استخدمها حزب الله أنشأها جواسيس إسرائيليون سرّاً، كجزء من عملية واسعة النطاق.

وأضافت الصحيفة أن أجهزة الـ "بيجر" التي انفجرت في لبنان كانت تحمل علامة شركة "غولد أبولو"، التي قالت إن شركة BAC مخولة استخدام علامتها التجارية. ومع ذلك، قالت الشركة التايوانية إن تصميم المنتوجات وتصنيعها يقع على عاتق شركة BAC وحدها.

وقالت كريستيانا بارسوني أرسيدياكونو، الرئيسة التنفيذية المسجلة لشركة BAC، لشبكة "إن بي سي نيوز" إن الشركة ليس لها أيّ علاقة بتصنيع أجهزة الـ "بيجر"، وأنها مجرد وسيط لتسويقها فقط.

كما أكد ناطق بلسان الحكومة الهنغارية أيضاً أن أجهزة الـ "بيجر" لم تكن موجودة في هنغاريا مطلقاً، وأن شركة BAC عملت فقط كوسيط.

وفيما يخص التحقيقات بشأن أجهزة الاتصالات المفخخة، ذكرت رسالة من بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة أن تحقيقات أولية أجرتها السلطات اللبنانية، أظهرت أن الأجهزة كانت ملغومة بمتفجرات قبل وصولها إلى البلد.

ووفقاً للرسالة التي أُرسلت إلى مجلس الأمن الدولي، توصلت السلطات أيضاً إلى أن الأجهزة، التي شملت أجهزة اتصال "بيجر" وأجهزة اتصال لاسلكية أُخرى، فُجِّرت عن طريق إرسال رسائل إلكترونية إلى الأجهزة.