إسرائيل عالقة على الجبهتين في معركة غير منتهية
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

  • إذا كان صحيحاً ما نُشر، فإن الدرجة الأولى من الضغط على حزب الله بدأت يوم الثلاثاء الماضي عند الساعة 3:30 بعد الظهر. وخلال نصف ساعة، انفجرت آلاف أجهزة البيجر التي كانت في حوزة "مخربي" حزب الله في شتى أنحاء لبنان وسورية، وأُصيب الآلاف بجروح، وغصت المستشفيات بأعداد كبيرة من الجرحى، فاقت قدرتها على الاستيعاب.
  • أمّا الدرجة الثانية، فقد حدثت يوم الأربعاء عند الساعة الخامسة، عندما انفجر عدد كبير من أجهزة الاتصال. ومنذ ذلك الحين، وحزب الله في دوامة، والصورة غير واضحة له، والطائرات مُلئت بالجرحى وهم في طريقهم إلى المعالجة في المستشفيات في إيران.
  • والدرجة الثالثة ضد حزب الله دخلت حيز التنفيذ أمس بعد ظهر الجمعة؛ إذ أدى هجوم مركّز على ضاحية  بيروت الجنوبية إلى تدمير مبنى سكني اختبأ في طبقاته السفلية رئيس هيئة أركان حزب الله إبراهيم عقيل، وطاقم قيادة قوة الرضوان من قوات النخبة في الحزب. وعلى ما يبدو، فإن سلاح الجو عمل بثقة وفاعلية وضمن أوضاع منحته تفوقاً.
  • وكان من الأجدى بعد تفجير أجهزة الاتصال، وعندما كان حزب الله في حالة من الاضطراب، وبعد شل وسائل الرقابة والتحكم لديه، أن يستغل الجيش الإسرائيلي الفرصة للبدء بهجوم واسع النطاق، جوي وبري وبحري، الأمر الذي لم يحدث.
  • وفي هجوم عادي، فإن هذه الأحداث كلها، أو كل واحد منها على حدة، يمكن أن تشعل حرباً شاملة في مواجهة لبنان، مع إمكان كبير لأن تؤدي إلى تدخّل وكلاء إيران الآخرين، وحتى إيران نفسها. وحتى الآن، فإن الأطراف تحافظ على ضبط النفس، وألسنة النيران تزداد ارتفاعاً، لكن باستثناء هجوم الضاحية، فإن مدى النيران لا يزال ينحصر ضمن خط مدينة صفد في الجنوب، وخط مدينة صيدا في الشمال.
  • كل مرحلة من هذه المراحل الثلاث تترافق مع إرسال رسائل عبر جميع القنوات السياسية، وعبر تصريحات واضحة بشأن نية إسرائيل توسيع ما يجري إلى حرب شاملة.
  • في الجبهتين؛ غزة ولبنان، إسرائيل عالقة في عملية غير مكتملة؛ ففي غزة، لم يتم العثور على طريقة لإقامة سلطة بدلاً من "حماس" وإنهاء القتال لمصلحة إعادة المخطوفين، أمّا في الشمال، فمنذ 11 شهراً وهناك 90,000 شخص نازح من منزله، ولا يوجد حل سياسي ولا حرب.
  • تأمل الحكومة الإسرائيلية أن يؤدي الضغط العسكري في غزة إلى تحرير الأسرى، وأن يؤدي الضغط العسكري المتدرج في لبنان إلى إبعاد قوة الرضوان عن الحدود، وإعادة النازحين إلى منازلهم في الشمال، لكن مع الأسف الشديد، فإنه في هذه الأثناء، وعلى الجبهتين، لم يحقق الهدف السياسي، ونحن في حالة استنزاف مستمرة من غير المعروف متى تنتهي.
  • قبل أشهر معدودة، تركَّز الجهد العسكري للقتال في غزة على إعادة المخطوفين، وتسوية إقليمية بين الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية، والصحيح حتى الآن أن هذا المشروع تبدد.
  • لقد صرح وزير الدفاع هذا الأسبوع أن مركز الثقل العسكري انتقل إلى الشمال، والافتراض هو أن التهديدات والعمليات العسكرية المتدرجة الخطورة ستدفع نصر الله إلى توقيع اتفاق انسحاب، لكن لا يمكن الاكتفاء بنقل مركز الثقل إلى الشمال وإهمال الارتباط السياسي بالوضع في غزة.
  • يتعين على الحكومة الإسرائيلية أن تعيد تحديد خطواتها عبر المحافظة على الصلة الوثيقة بين جبهة غزة وجبهة لبنان. كما يجب عليها في هذه الأثناء الاكتفاء بالإنجازات في غزة، وإعادة المخطوفين، وتمهيد الطريق لأن تكون الحرب المتدرجة كافية للتوصل إلى تسوية سياسية في الشمال.