الولايات المتحدة والحرب في الشمال: ما هو حجم تأثير واشنطن؟
المصدر
معهد دراسات الأمن القومي

معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛  وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.

المؤلف
  • عقب التطورات في المواجهة بين إسرائيل وحزب الله، لا تزال المصلحة الأميركية الأساسية هي منع التصعيد، وقبل كل شيء منع تحول التصعيد إلى حرب إقليمية بتدخّل مباشر من إيران.
  • ومع ذلك، فإن التدخل المحدود نسبياً للناطق بلسان الإدارة الأميركية في الأحداث يدل عموماً على وجود تفهم في واشنطن لخطوات إسرائيل، والإقرار بأن سلوك حزب الله لم يترك خياراً أمام صناع القرار في إسرائيل سوى زيادة حدة الرد. ويواصل علناً كل من الإدارة والرئيس جو بايدن، في خطابه أمام الجمعية العمومية في الأمم المتحدة في 24 أيلول/سبتمبر، التمسك بموقفهما بأن تحقيق الهدوء في الشمال يمر عبر طريق القبول بمخطط صفقة المخطوفين، لكن ليس من الواضح إلى أي حد تؤمن الإدارة نفسها بقدرتها على الدفع قُدماً بخطوة كهذه في الوقت الراهن.
  • ونظراً إلى أنه حتى الآن لا توجد لدى الإدارة الأميركية خطة بديلة، فقد قامت بصوغ سياستها "بسرعة" على خلفية الانتخابات الرئاسية، مع إدراك أن كل خطوة تُتخذ يمكن أن تكون لها تداعيات سلبية على إمكان فوز مرشحة الحزب الديمقراطي في السباق الرئاسي المتقارب الجاري. وعلى هذه الخلفية، وفي ضوء الحساب الدامي للولايات المتحدة مع حزب الله، فإن الإدارة الأميركية ليست مهتمة بالضغط على إسرائيل (وربما غير قادرة على ذلك) ما دام الجهد العسكري الإسرائيلي ما زال يتمحور حول ضرب قدرات حزب الله، ولم ينزلق إلى تدمير واسع للبنى التحتية اللبنانية، وإصابة المدنيين بصورة واسعة، فهي قادرة على استيعاب العملية. ويجب الإشارة إلى أن الدخول البري يمكن أن يكون له تأثير سلبي في موقف الإدارة الأميركية.
  • والسؤال الأساسي هو: إلى أي حد يمكن للولايات المتحدة في المعطيات الحالية أن تكون عاملاً أساسياً في بلورة تسوية دبلوماسية تؤدي إلى إنهاء الحرب وصوغ الواقع من بعدها؟ حتى الآن، فشلت جهود الموفد الأميركي الخاص عاموس هوكشتاين.
  • وبالنسبة إلى إسرائيل، فإن للإدارة الأميركية دوراً مهماً وحاسماً بصفتها الطرف الذي يمثل مصالحها. ومن الممكن أن الولايات المتحدة التي نجحت حتى الآن في ردع إيران عن التدخل في القتال، أن تحاول استغلال الرغبة الإيرانية في تجديد الحوار مع الغرب للضغط على طهران، التي على ما يبدو ليست مهتمة بتصعيد إقليمي، للتأثير في حزب الله للموافقة على تسوية سياسية بمعزل عن صفقة الخطوفين. لكن ثمة شك في تحقق ذلك في المدى الزمني المباشر، والحؤول دون تصعيد واسع النطاق في المواجهة بين إسرائيل وحزب الله.

 

 

المزيد ضمن العدد