قالت وسائل إعلام أجنبية أمس (الأربعاء) إن الولايات المتحدة وفرنسا تقودان اتصالات دبلوماسية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في الجبهة الشمالية. ووفقاً لوسائل الإعلام هذه، تجري معظم المحادثات بشأن الخطوط العريضة للتسوية بين إسرائيل وحزب الله على هامش الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك.
وقالت مصادر مطلعة على سير المحادثات لمراسل قناة التلفزة الإسرائيلية "كان 11" إن إحدى الأفكار التي تم طرحها خلال المحادثات هو وقف إطلاق النار الذي سيسمح بإجراء المزيد من المحادثات المكثفة. وأضافت أن الدولتين الوسيطتين مقتنعتان بأن حزب الله معني بالتوصل إلى اتفاق. وأوضح أحد هذه المصادر أن أي تفاهم أو اتفاق مع حزب الله سوف يشمل بعض العناصر المتعلقة بقطاع غزة، وأشار إلى أن مخطط التسوية سيتم تقديمه إلى الجانبين في المستقبل القريب.
وفي سياق متصل، ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء أن واشنطن تقود من ناحيتها جهوداً جديدة تهدف إلى التوصل إلى تسوية تنهي التصعيد في لبنان، وتتيح استئناف مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس".
وفي القدس، أكد مسؤولون إسرائيليون كبار أن الولايات المتحدة وفرنسا تعملان على عدد من مبادرات وقف إطلاق النار، لكنهما في الوقت عينه شددتا على أنه لا يوجد حالياً أي تقدم في هذه القضية.
كذلك، بلّغ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الوزراء الأعضاء في "الكابينيت" الأمني والسياسي بأنه منح وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر الضوء الأخضر لتبليغ الولايات المتحدة بأن إسرائيل مستعدة لهدنة موقتة في لبنان لإجراء مفاوضات بشأن انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني.
وذكرت مصادر مقربة من نتنياهو أن التقديرات السائدة في أوساط الحكومة تشير إلى أن فرص نجاح هذه الجهود ضئيلة، لكن إسرائيل مستعدة للتوصل إلى اتفاق، وهو ما يمنحها شرعية لمواصلة الحرب المتصاعدة التي تشنها على لبنان في حال رفض الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هذه المبادرة.
وأفاد أحد هذه المصادر بأنه لا توجد حالياً أي مفاوضات بشأن لبنان، وأضاف أن الخط الأحمر لرئيس الحكومة هو إبعاد حزب الله إلى شمال الليطاني. وأشار إلى أن نتنياهو شدد خلال مشاورات أمنية أجراها مع عدد من الوزراء على أن المفاوضات ستكون فقط تحت وابل إطلاق النار، وأن إسرائيل ستواصل ضرب حزب الله بقوة.
ووفقاً للمصادر نفسها، فإن المساعي الأميركية الفرنسية تهدف إلى صناعة فرصة لتسوية سياسية تمنع اتساع رقعة الحرب، وتهيئ الأوضاع لعودة سكان البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود مع لبنان إلى منازلهم، وربما تساعد في إحياء الجهود للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع "حماس".
وقال نتنياهو في بيان مصور صدر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية مساء أمس: "لا أستطيع أن أفصّل كل ما نقوم به، لكن يمكنني أن أخبركم شيئاً واحداً: نحن عازمون على إعادة سكاننا في الشمال إلى منازلهم بأمان. إننا نوجه ضربات إلى حزب الله لم يتخيلها، ونفعل ذلك بقوة وحيلة. ولن نرتاح إلى أن يعودوا إلى منازلهم."
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد أكد في وقت سابق أمس أن خطر التصعيد في الشرق الأوسط شديد للغاية، وأشار إلى أن واشنطن وحلفاءها يعملون من دون كلل لتجنب اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.