استعادة الردع يمر عبر طريق لبنان
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • بالنسبة إلى مجمل مواطني إسرائيل، فإن 7 تشرين الأول/أكتوبر سيحمل دائماً المعاناة والألم الكبيرين، ولا يمكن لأي إنجاز عسكري، مهما يكن كبيراً، أن يقلل من هذا الألم الذي سيبقى في قلوبنا إلى الأبد. لكن قوة الردع التي فقدتها إسرائيل في ذلك اليوم يمكن ترميمها. وإلى جانب الإمكان المتصاعد بحرب أكبر في مقابل حزب الله في لبنان، يتوجب على إسرائيل أن تستخلص العِبر المهمة من الماضي العسكري للولايات المتحدة.
  • أتى دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية سنة 1941 عقب الهجوم المفاجئ المدمر الذي نفذته اليابان على بيرل هاربر. وعلى الرغم من ذلك، فإن القوات الأميركية نجحت في النهوض من جديد، وحققت انتصارات تاريخية استطاعت تقريباً محو هذه الهزيمة من كتب التاريخ. وإسرائيل أيضاً يمكن أن تُذكر بالطريقة نفسها أيضاً، ولذلك، يجب عليها تحقيق انتصار حاسم في مقابل حزب الله.
  • وأبعد من "المذبحة" الكبيرة التي قُتل خلالها 1200 شخص، وخُطف فيها 252 من الرجال والنساء والعجزة والأولاد، فإن هجوم "حماس" دمر نظرية القوة الإسرائيلية. فقد كانت صورة إسرائيل كقوة عسكرية عظمى وقوية عاملاً رادعاً في مواجهة إيران وأذرعها، وعززت أيضاً من اقتصادها، وفتحت الطريق إلى السلام مع الدول العربية المهمة. وعلى الرغم من أنه منذ ذلك الوقت يعمل الجيش بتصميم وبطولة، فإنه لم ينجح بعد في استعادة سمعته بحسب كل التقديرات المهنية. وحقيقة أن "حماس" هُزمت، لكن ليس كلياً، بعد أكثر من 11 شهراً من القتال الكثيف، والضربات الصعبة والمذلة التي تلقتها، لم تساعد في ترميم هذه السمعة.
  • أين جيش 1967 الذي هزم قوات 4 دول عربية خلال 6 أيام؟ أين الجيش الذي نهض من جديد بعد الهجوم المفاجئ من سورية ومصر سنة 1973؟ أين الجيش الذي أنقذ رهائن من عنتيبة سنة 1976 ودمر المفاعل النووي العراقي سنة 1981؟ هذا ما سأل العالم كله نفسه في يوم السبت الأسود، وهذه التساؤلات شككت في قدرات الجيش الدفاعية والهجومية، وأضرت بأمن إسرائيل. كما أن عدم القدرة على وقف ضربات حزب الله على شمال البلد منذ عام كامل تقريباً جعل الأمور أكثر سوءاً. وبدلاً من ردع حزب الله، فقد قامت الضربات الإسرائيلية الصغيرة بتشجيعه على زيادة كثافة إطلاق النار. وبدلاً من القوة، أظهرت إسرائيل ضعفاً وتخوفاً من التصعيد.
  • في الأسبوع الماضي، ردت إسرائيل أخيراً بقوة، واغتالت، بحسب ما يُنسب إليها، عشرات القادة من حزب الله، وفككت آلاف الصواريخ، إلاّ إن الحزب لا يزال بعيداً عن أن يكون مهزوماً كلياً، ولم يستعمل بعد الأسلحة الدقيقة التي لديه والقاتلة، على الرغم من أن صورته تضررت بصورة لا توصف.
  • لذلك، ولهذا السبب تحديداً؛ ممنوع على إسرائيل التوقف، وبعكس غزة، حيث الهدف المعلَن هو تفكيك "حماس"، فإن الهدف في لبنان أكثر تواضعاً؛ دفْع حزب الله إلى وقف إطلاق النار على إسرائيل، ودفع "مخربيه" إلى ما بعد نهر الليطاني. وإذا لم تصل إسرائيل إلى هذه الأهداف، فلن تستطيع إعادة عشرات الآلاف من المواطنين النازحين إلى بيوتهم.
  • إن تحقيق هذه الأهداف أيضاً يتضمن خطورة بفتح جبهة كبيرة أكثر في مقابل إيران. هذا بالإضافة إلى أن التوترات ستتصاعد مع البيت الأبيض الذي يسعى لتهدئة الأمور. وعلى الرغم من ذلك، فإن مخاطر الامتناع من الحرب أكبر من المخاطر بفتحها، والموضوع المطروح على المحك هنا ليس فقط إنقاذ الشمال، بل أيضاً قدرة إسرائيل على تحقيق السلام والأمان للمدى البعيد في الشرق الأوسط.
  • بعد 6 أشهر من بيرل هاربر، خلال المعركة على ميدواي، قلبت القوات الأميركية ميزان القوى ضد اليابان. اليوم، إسرائيل تقف أمام لبنان، وهذه هي معركة ميدواي الخاصة بها، وإذا ترددت ولم تدمر حزب الله، فلن تستطيع إعادة سمعتها التي فقدتها في 7 تشرين الأول/أكتوبر. إن الألم والتروما من ذلك اليوم سيرافقاننا بقية حياتنا، لكن علينا أن نقوم بكل شيء ممكن من أجل إعادة الأمور إلى مسارها، وإعادة هيبة الردع والقوة الخاصة بإسرائيل.
 

المزيد ضمن العدد