يائير غولان هل أنت فعلاً من المعارضة؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • في هذا الوقت العصيب الذي تمر به دولة إسرائيل، وفي الوقت الذي تحكمها حكومة تسببت لها بأكبر كارثة وعلى رأسها شخص من دون خجل أو كرامة، بقيت المعارضة يتيمة، وبدلاً من قيام معارضة إسرائيلية، يقوم زعيم المعارضة اليساري باحتضان حكومة اليمين بالكامل.
  • فقد دعا رئيس الحزب الديمقراطي (تكتل حزب العمل وحركة ميرتس) يائير غولان هذا الأسبوع إلى احتلال منطقة أمنية في جنوب لبنان. حتى المطالبة بوقف إطلاق النار، وإبعاد حزب الله إلى ما وراء الليطاني، ووقف القتال في غزة وإعادة المخطوفين، كلها أمور لم تظهر لدى المعارض "اليساري"، وكأنه اليوم يرى خطوات من الثمانينيات، إذ يعتقد غولان أنه "يجب الإعداد لعملية برّية فورية تسمح بالسيطرة على الهضاب اللبنانية المشرفة على أراضينا."
  • وغولان يؤيد هذه العملية، لكن ليس لأسباب مسيانية أو أيديولوجية، إنما لأسباب أمنية. لكن في الواقع الإسرائيلي المعروف، حيث "الاستيطان" مصيره أن يتحول إلى "مستوطنة موقتة" ثم دائمة، يبدو أن غولان يتصرف وكأنه لا يزال ضابطاً عسكرياً، وليس زعيم حزب يجب أن يشكل بديلاً يسارياً، وفي الواقع، فإن خطته هي استعادة مخطط باسم "مستوطنات جاهزة" توصّل إليه خلال توليه قيادة المنطقة الشمالية، وهو ليس وحده؛ فالوسط في إسرائيل برئاسة بني غانتس يعلن أنه يؤيد "الدخول البرّي للبنان إذا كانت هناك حاجة"، أمّا شركاؤه السياسيون في كتلة التغيير الذين كانوا يتحدثون عن نتنياهو بصفته رئيس حكومة غير شرعية، فهم إمّا ينضمون إلى الحكومة (جدعون ساعر)، وإمّا يشجعون على مهاجمة إيران والذهاب حتى النهاية (أفيغدور ليبرمان).
  • إن عملية الجيش الإسرائيلي ليست بديلاً للسياسة، وآخر ما تحتاج إليه إسرائيل الآن مقترحات احتلال جديدة، أو أهداف جديدة للاغتيالات. إن إسرائيل في حاجة إلى معارضة أخلاقية وحازمة تشكل تحدياً للغطرسة الأمنية ولليمين الإسرائيلي الذي يشعر حالياً بأنه قادر على فعل ما يشاء، ليس فقط لأن العدو من إيران مروراً بحزب الله وصولاً إلى "حماس" لا يزال قادراً على الرد، بل أيضاً لأنه يجب التفكير في "اليوم التالي". والتدمير والخراب ليسا هدفَين بحد ذاتهما، وممنوع أن تكون المعارضة هي التي تدعو إلى توسيع الحرب، التي معناها التخلي عن المخطوفين وغرق الجيش مرة أُخرى في الوحل اللبناني.
  • والوحيد في المعارضة الذي ما زال يحاول الدفع قُدُماً بتفكير سياسي لا يتماشى مع اليمين والحكومة هو يائير لبيد، لكن هذا لا يكفي، فنحن في حاجة إلى معارضة واسعة تذكّر بما هو بديهي؛ نشوب حرب إقليمية هو كارثة يجب منعها، ويجب على إسرائيل أن تتعاون تعاوناً وثيقاً مع شركائها في الغرب، وأيضاً مع الدول العربية، من أجل الدفع باتفاقات سياسية وبدائل قابلة للحياة في الشرق الأوسط.