أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس (الثلاثاء)، أنه قتل مسؤولاً كبيراً آخر في حزب الله في ضربة مستهدفة في بيروت، وأن قواته تحركت لتوسيع هجومها البري على الجنوب اللبناني إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، كما تم إرسال فرقة رابعة عبر الحدود.
وتأتي هذه التحركات في الوقت الذي واصل الجيش الإسرائيلي قصف العشرات من مواقع حزب الله، وأطلق الحزب عدة دفعات من الصواريخ والقذائف في اتجاه إسرائيل، بما في ذلك وابل من الصواريخ على منطقة تل أبيب.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان صادر عن الناطق بلسانه إن سهيل حسين الحسيني، رئيس منظومة الأركان وعضو مجلس الجهاد في حزب الله، الهيئة العسكرية الأعلى في الحزب، قُتل في غارة جوية إسرائيلية على بيروت أول أمس (الاثنين). ووفقاً للبيان، كان الحسيني يشرف على الشؤون اللوجستية والتمويلية لوحدات حزب الله المختلفة.
وأضاف البيان أن الحسيني أدى دوراً حاسماً في عمليات نقل الأسلحة بين إيران وحزب الله، وكان مسؤولاً عن توزيع الأسلحة المتقدمة بين وحدات الحزب، وأشرف على نقل وتخصيص هذه الأسلحة.
ويُعتبر مقتل الحسيني الأحدث في سلسلة ضربات مستهدفة قامت بها إسرائيل في الأسابيع الأخيرة وأسفرت عن مقتل جميع قادة حزب الله تقريباً، بمن فيهم الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله.
وقال الجيش الإسرائيلي أيضاً إن فرقة رابعة هي فرقة الاحتياط 146 دخلت إلى الجنوب اللبناني في وقت متأخر من أول أمس، كجزء من العمليات البرية ضد حزب الله، وهو ما يوسع العمليات إلى القطاع الغربي من الجنوب اللبناني. وتنضم فرقة الاحتياط هذه إلى ثلاث فرق من الجيش النظامي، وهي: الفرقة 98، والفرقة 36، والفرقة 91، والتي تعمل في القطاعين الأوسط والشرقي من الجنوب اللبناني. وتضيف هذه الخطوة آلاف الجنود إلى الهجوم البري الإسرائيلي، حيث تسود تقديرات بأن العدد الإجمالي للجنود الإسرائيليين "المنتشرين داخل لبنان" تجاوز الآن الـ 15.000 جندي.
ووصف الجيش الإسرائيلي العمليات البرية الإسرائيلية في الجنوب اللبناني بأنها مداهمات محدودة ومحلية هناك، بهدف هدم البنية التحتية لحزب الله بالقرب من الحدود، وبصورة خاصة في القرى المجاورة لإسرائيل، لتمكين الإسرائيليين النازحين من الشمال من العودة إلى منازلهم.
وجاء نشر الفرقة 146، بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق منطقة عسكرية مغلقة جديدة على الجانب الإسرائيلي من الحدود، في مناطق بلدات رأس الناقورة، وشلومي، وحانيتا، وأدميت، وعرب العرامشة. ويحظر الأمر على المدنيين دخول المناطق التي يعمل فيها الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك المناطق في إسرائيل المقابلة للقرى اللبنانية التي قد يدور فيها قتال.
وحذّر الجيش الإسرائيلي أيضاً المواطنين اللبنانيين من دخول البحر، أو التواجد على شواطئ الجنوب، قائلاً إنه سيستهدف البنية التحتية العسكرية على طول الساحل. وأضاف أن سلاح البحر الإسرائيلي سيبدأ قريباً عمليات ضد حزب الله في المنطقة. كما ينفّذ سلاح الجو موجة ضخمة من الضربات في لبنان في موازاة الهجوم البري.
وذكر بيان الناطق العسكري الإسرائيلي أن نحو 100 طائرة إسرائيلية مقاتلة شنّت في الساعات القليلة الفائتة موجة كبيرة من الغارات الجوية ضد أكثر من 120 هدفاً لحزب الله في الجنوب اللبناني. وأضاف أن الضربات أصابت مواقع لحزب الله تابعة للجبهة الجنوبية للحركة، ووحدة الرضوان النخبوية، وقسم الصواريخ والقذائف، وقسم الاستخبارات.
وقدم الجيش الإسرائيلي أيضاً تفاصيل عن غاراته على بيروت، قائلاً إنه ضرب أكثر من 100 موقع لحزب الله في العاصمة اللبنانية خلال الأسبوعين الماضيين، بما في ذلك مستودعات ومصانع أسلحة ومراكز قيادة. وبالإضافة إلى استهداف قادة حزب الله في العاصمة اللبنانية، قال الجيش إنه رصد خلال الأشهر الأخيرة قيام حزب الله بنقل الأسلحة ومعدات التصنيع من الجنوب اللبناني وسهل البقاع إلى الضاحية الجنوبية لبيروت.
في غضون ذلك، واصل الحزب إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الحزب أطلق نحو 290 صاروخاً على إسرائيل من لبنان أمس وأول أمس، واستهدف معظمها شمال البلد. كما أطلق عدة صواريخ بعيدة المدى على منطقة تل أبيب، وهو ما أدى إلى هرع عشرات الآلاف إلى الملاجئ. وأوضح الجيش أن الدفاعات الجوية اعترضت بعض الصواريخ، بينما سقطت البقية في مناطق مفتوحة.
وأعلن حزب الله مسؤوليته عن الهجوم، "مدّعياً" استهداف قاعدة غليلوت العسكرية بالقرب من تل أبيب. وتضم القاعدة وحدة الاستخبارات 8200 في الجيش الإسرائيلي، وتقع بجوار مقر جهاز الموساد.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 3 جنود في منطقة الحدود الشمالية. وبذلك يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء عمليته البرية في لبنان إلى 12 قتيلاً.
وقال الجيش الإسرائيلي إن العمليات في الجنوب اللبناني ستتوسع، بحسب الحاجة. وجاءت هذه العمليات في أعقاب قرار إسرائيل، الشهر الماضي، ضم عودة سكان الشمال إلى منازلهم إلى أهداف الحرب الرسمية. وجرى إجلاء نحو 60.000 إسرائيلي من سكان البلدات الشمالية الواقعة على الحدود اللبنانية، بعد وقت قصير على الهجوم الذي شنته حركة "حماس" يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، خوفاً من أن ينفّذ حزب الله هجوماً مماثلاً. وأيضاً منذ يوم 8 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تهاجم قوات بقيادة حزب الله بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، دعماً لغزة.