البديل من الهجوم على إيران هو ما يجب مناقشته على الأقل
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- استناداً إلى ما تنشره وسائل الإعلام، لا يوجد صوت واحد في مجلس الكابينيت المصغر، أو الكابينيت الموسع، أو الحكومة بأسرها، بل يمكنني أن أضيف: في أوساط أعضاء الائتلاف الحكومي، يقول إن علينا أن نفكر أيضاً في بديل الامتناع من الرد على إيران، من بين بدائل الردود الممكنة عليها.
- مواقف الولايات المتحدة بشأن استمرار الحرب معروفة، فهي تتفق تماماً مع حكومة إسرائيل في بعض المهمات، وفي بعضها الآخر تعارض بشدة، ويبدي البيت الأبيض تحفظاً عن مهمات أُخرى.
- مؤخراً، ظهرت سلسلة من التقارير المتعلقة بهذه القضية. فعلى سبيل المثال، طالب البيت الأبيض إسرائيل بالتوقف عن مهاجمة قلب بيروت (منطقة الضاحية)، وفي المقابل، وافق البيت الأبيض على نشر منظومة THAAD في إسرائيل، مصحوبة بطواقم تشغيل من الجيش الأميركي. من المحتمل أن يكون ذلك في مقابل امتناع إسرائيل من مهاجمة بيروت، وهو ما يقلل من الأضرار المدنية، إلى جانب ما أُعلن (وفق التقارير) بشأن المنشآت النووية والنفطية، وأنها غير مُدرجة ضمن خطط الهجوم الإسرائيلي على إيران.
- في الوقت نفسه، تعمّق إسرائيل، وتوسّع، وتحقق نجاحاً ملحوظاً في القضاء على مسلحي حزب الله، وعلى البنى التحتية الخاصة به في الجنوب اللبناني. هذا يعني اقتراباً، ولو كان بسيطاً وبطيئاً، نحو الظروف التي قد تسمح ببدء مناقشة الترتيبات بعد الحرب. الوضع في غزة معروف، لكن من المهم الإشارة إلى أن مصر تجد نفسها مضطرة إلى إعادة التفكير في تفاصيل اتفاق السلام وإجراء تعديلات تتعلق بوجود قواتها في سيناء. من وجهة نظر مصر، إسرائيل خرقت الاتفاق فعلاً.
- في ظل هذا الوضع، فإن شنّ هجوم واسع النطاق في إيران قد يغيّر المعادلة، وقد يكون له تأثير كبير في أحد السيناريوهات الثلاثة التالية:
- الأول، أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي إلى ردة فعل إيرانية، تتبعها ردة فعل إسرائيلية، وهكذا دواليك، وهو ما يعني التدهور نحو حرب شاملة.
- الثاني: أن يتمكن الهجوم الإسرائيلي من زعزعة إيران وإضعاف نظامها، وهو ما يجبرها على التعامل مع تسوية بدأت تلوح في الأفق، حسبما تم تفصيلها أعلاه.
- الثالث: الامتناع من مهاجمة إيران. هذا البديل قد يسرّع الوصول إلى تسوية، ومثلما هي الحال في وقف الهجمات على بيروت، إذ حصلت إسرائيل على مقابل، فالامتناع من مهاجمة إيران قد يُكسب إسرائيل مكافأة مهمة في إطار التسوية. لا خلاف على أن الامتناع من مهاجمة إيران يُعتبر تنازلاً ثقيلاً، وهو بالتالي قد يشكل رافعة لمصلحة إسرائيل للحصول على مقابل مهم ضمن التسوية التي سيتم التفاوض بشأنها.
- لا أحد في القيادة الإسرائيلية مستعد حتى لطرح هذا البديل الثالث على جدول الأعمال في مناقشات الكابينيت. بيْد إنه من غير المقبول ألّا تتم مناقشة هذا الخيار بصورة جادة، مثل البدائل الأُخرى التي تُطرح حالياً على طاولة النقاش، على غرار مسائل توقيت الهجوم، واختيار الأهداف، ومدى الهجوم.
- مثل هذا البديل يستحق النقاش، بالتنسيق مع الأميركيين وربما أيضاً مع الأوروبيين، جزئياً. حتى لو تم رفض هذا الخيار في النهاية، فمن غير المقبول عدم مناقشته. من الممكن أن يؤثر الحديث عن هذا الموضوع بصورة إيجابية في تفاصيل خطة الهجوم التي سيتم اختيارها في النهاية.
- ولدى الحديث عن تسوية، من المهم جداً أن تكون ثلاثية، أو رباعية الأطراف، أو أكثر، أي أن تشمل إسرائيل، ولبنان، وإيران، وغزة (فيما يتعلق بمسألة المخطوفين)، ومصر. هذه التركيبة معقدة وصعبة، لذا، فإن تجاهُل مناقشة البديل الذي لا يشمل الرد على إيران سيكون له وزن كبير في تفاصيل التسوية التي قد يتم تحقيقها، أو ربما لن تتحقق قط.