هناك حدود حتى للتحالف مع أميركا
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • إذا كنتم تتساءلون لماذا يمكن أن تقرر إسرائيل عدم تنسيق العمليات التي تخطط لها ضد إيران مع الولايات المتحدة، اقرأوا الوثائق الاستخباراتية الأميركية التي تُعتبر سرية للغاية، والتي سُربت مؤخراً إلى قناة تيليغرام الموالية لإيران. اعتبرت أطراف أميركية الوثائق صحيحة وموثوقاً بها، وهي تصف المساعي الأميركية في موازاة الاستعدادات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي للرد على الهجوم الإيراني بالصواريخ والمسيّرات؛ أيضاً ظهرت احتمالات مختلفة تتعلق بالأهداف المحتملة التي ستهاجمها إسرائيل. إن تسريب الوثائق مع مضمونها السري والحساس، يقلل من فرص نجاح العملية الإسرائيلية المخطط لها، ويعرّض المكلّفين بتنفيذها للخطر.
  • يجب ألّا تحول هذه الحادثة دون التعاون الأمني المهم بين إسرائيل والولايات المتحدة، على الرغم من خطورتها. ففي النهاية، الإدارة الأميركية منحتنا دعماً دبلوماسياً ومالياً هائلاً، وساعدتنا في التصدي للآلاف من صواريخ العدو بنجاح. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، لقد دفع الرئيس بايدن ثمناً سياسياً باهظاً ومهماً جرّاء تأييده لنا. وعلى الرغم من الخلافات في الآراء وتصدّع الثقة الناشىء بيننا وبين الولايات المتحدة، فإنها تظل أكبر حليفة لنا، ولا بديل منها.
  • لكن لا يمكننا تجاهُل الفجوات الكبيرة مع حليفتنا المهمة وبين دولة إسرائيل. نسمع في الأخبار جهات أساسية في الولايات المتحدة تعبّر عن مخاوفها من تدهور سريع نحو حرب إقليمية في الشرق الأوسط. كما نسمع في الأخبار أن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لكبح عملياتها في غزة ولبنان، وتحثّها على التوصل إلى وقف إطلاق نار كامل، وتشكك في تعهُّد إسرائيل تقليص عدد الضحايا المدنيين الذين يُقتلون جرّاء الحرب. صحيح أن الرئيس بايدن تعهّد معاقبة "حماس" بشدة بسبب قتلها المخطوفين الأسرى، وكذلك تعهّد معاقبة إيران بسبب المئتَي صاروخ التي أطلقتها على إسرائيل، لكن في نهاية الأمر، لم يفعل شيئاً باستثناء زيادة الضغط علينا.
  • يمكننا أن نفهم عدم رغبة الشعب الأميركي في التورط في مستنقع الشرق الأوسط المحفوف بالمخاطر، ولا سيما لدى العودة إلى الحروب الفاشلة التي خاضتها أميركا في العراق وأفغانستان. كما يمكن أن نفهم معارضة البيت الأبيض الدخول في خضم الحرب من دون تحديد تاريخ معروف لنهايتها مسبقاً، وهو الذي تباهى بأنه وضع حداً "للحروب التي لا نهاية لها".  أيضاً يمكن أن نفهم الحزب الديمقراطي خصوصاً، الذي يمكن أن يخسر الإدارة الأميركية بسبب سياسته حيال حرب تدور على بُعد آلاف الكيلومترات عنه، ولا تشكل تهديداً مباشراً للقارة الأميركية.
  • من المؤكد أنه يمكننا فهم هذا كله. لكن هذا الفهم لا يفرض علينا أن ننسى مصالحنا القومية العليا التي يجب علينا المحافظة على وجودها. لا تستطيع دولة إسرائيل إظهار ضُعف حيال أعدائها، وألّا تنفّذ التهديدات بالانتقام. نحن لسنا محاطين بمحيطَين كبيرَين يعزلاننا عن المخاطر الوجودية.
  • كذلك، لا يمكننا تجاهُل المصالح الأميركية والسياسة التي تنتهجها. مع ذلك، إلى جانب احترامنا لها، لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بأن ننسى، ولو لثانية واحدة، أننا في حرب إقليمية معقدة ودموية، ولا خيار أمامنا سوى خوضها. إن التعاون العسكري والأمني مع الولايات المتحدة أمر مهم وأغلى من الذهب، ويتعين علينا أن نأخذ في الحسبان مواقف الإدارة الأميركية، لكن أمن دولة إسرائيل وبقاءها أهم كثيراً.

 

 

المزيد ضمن العدد