ثلاث رسائل واضحة للهجوم الإسرائيلي على إيران
المصدر
معهد دراسات الأمن القومي

معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛  وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.

المؤلف
  • حمل الهجوم الإسرائيلي هذه الليلة على إيران 3 رسائل واضحة إلى النظام الإيراني، سواء على المستوى العملاني أو الاستراتيجي:
  1. هاجمت إسرائيل مكونات حيوية في صناعة صواريخ أرض - أرض الإيرانية، بالإضافة إلى أنه جرى تدمير منظومات دفاع جوية، ومعنى ذلك انكشاف إيران أمام هجمات أُخرى لسلاح الجو الإسرائيلي. وهذه المنظومات الروسية الصنع أظهرت تفوق السلاح الغربي على السلاح الشرقي. ونظراً إلى أن روسيا في حاجة إلى هذه المنظومات في حربها ضد أوكرانيا، فإنه ثمة شك في أن توافق على بيع إيران منظومات جديدة.
  2. القدرة الهجومية الإسرائيلية أفضل من القدرة الدفاعية الإيرانية، وإذا قارنّا ذلك بميزان القدرات الدفاعية الإسرائيلية في مواجهة القدرات الهجومية الإيرانية، فإن النتيجة هي تفوق إسرائيل بصورة واضحة مقارنةً بإيران. بكلمات أُخرى، نجحت إسرائيل في ضرب كل الأهداف داخل إيران، بينما فشلت إيران في ذلك. ولدى إسرائيل اليوم منظومة دفاع قوية، وفي ضوء التنسيق مع الولايات المتحدة، فإن لديها ما يكفي من المنظومات الاعتراضية لمواجهة هجمات إضافية من إيران.
  3. التصعيد نحو معركة واسعة النطاق هو اليوم في يد زعيم إيران الخامنئي. وحجم الهجوم يسمح للمرشد الأعلى بأن يقرر ما إذا كان يرغب في الاستمرار في طريق التصعيد أم سيحدّ من ألسنة اللهب. ويتعين على المرشد أن يدرس اعتبارين:
  • على المستوى العملاني: هل يملك ما يكفي من الصواريخ لخوض معركة طويلة في مواجهة إسرائيل؟ وذلك في ضوء تعطل صناعة الصواريخ.
  • على المستوى الاستراتيجي: هل الضربة الإسرائيلية المقبلة ستوجَه إلى أهداف عسكرية أم ستنتقل إلى مواقع الطاقة والمواقع النووية. في نظر المرشد، هناك إمكان أن تكون إسرائيل تحضّر الشرعية للضربة الكبرى التي يتخوف منها فعلاً، والتي يمكن أن تعرض النظام للخطر.
  • يمكن القول إن إسرائيل هاجمت بصورة محددة قدرات استراتيجية عسكرية لإيران، وأعدت العدة لضربات مقبلة. يواجه المرشد الأعلى معضلة صعبة؛ فإذا قرر عدم الرد، فمعنى ذلك ضعف تاريخي، بينما إذا قرر الرد، فإن هذا سيسمح لإسرائيل بضرب أهداف موجعة بالنسبة إليه. ويجري هذا كله بينما حزب الله، الذي يشكل التهديد الأكبر على إسرائيل، يتعرض للضربات وضعُف، ولم يعد يوجه تهديداً يكبح إسرائيل.
  • وهناك نقطة إضافية يجب إعطاؤها الأهمية اللازمة، وهي الانتخابات الرئاسية الأميركية: فبعد أسبوعين، سيدخل الرئيس الأميركي مرحلة "البطة العرجاء"، وسيكون حراً أكثر في أفعاله وفي تحقيق مراده. ستتغير القواعد، وهذا سيؤثر في مواقف كل من إيران وإسرائيل؛ فبالنسبة إلى إيران، إن الولايات المتحدة قادرة على مهاجمة المنشآت النووية، وبالنسبة إلى إسرائيل، فالولايات المتحدة يمكنها أن تلجم الحرب بصورة أكثر حدة.

 

 

المزيد ضمن العدد