أعلنت إسرائيل في ساعة مبكرة من صباح أمس (السبت) أنها شنت غارات جوية انتقامية ضد إيران بعد أسابيع من إطلاق هذه الأخيرة صواريخ باليستية في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، وقال الجيش إن ضربات دقيقة استهدفت مواقع عسكرية إيرانية.
ووفقاً لمصادر عسكرية إسرائيلية مسؤولة، تم تنفيذ الضربات على عدة موجات وعلى مدار عدة ساعات، في مناطق مختلفة من إيران.
وقال الجيش الإسرائيلي إن النظام الإيراني وحلفاءه في المنطقة لم يتوقفوا عن مهاجمة إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 على 7 جبهات، بما في ذلك من الأراضي الإيرانية، ومن حق دولة إسرائيل وواجبها أن ترد. وأضاف أنه على أهبة الاستعداد هجومياً ودفاعياً، وأنه سيفعل كل ما هو ضروري للدفاع عن دولة إسرائيل وشعبها.
وأشار الجيش إلى أنه عقب الضربات يُجري تقييماً للرد الإيراني الممكن على الهجوم، لكن لم تكن هناك تغييرات في المبادئ التوجيهية للسكان المدنيين حتى الآن.
وبعد إعلان عودة الطائرات إلى إسرائيل، أطلق الجيش الإسرائيلي على المهمة اسم "أيام التوبة"، وقال إن عشرات طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، بما في ذلك طائرات مقاتلة وطائرات تزود بالوقود وطائرات تجسس، شاركت في العملية التي وصفها بأنها معقدة وجرت على بعد نحو 1600 كيلومتر من إسرائيل.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فمن المواقع العسكرية المستهدفة بطاريات دفاع جوي، ومواقع تصنيع صواريخ باليستية كتلك التي استُخدمت في الهجوم الإيراني المباشر الأخير على إسرائيل في الأول من تشرين الأول/أكتوبر، وهجوم سابق في 14 نيسان/أبريل. وأضاف الجيش أن الضربات سوف تتيح لسلاح الجو الإسرائيلي إمكان أن يتمتع بهامش تحرُك أوسع في أجواء إيران الآن، وأن لديه مجموعة واسعة من الأهداف التي يمكنه ضربها في عمليات مستقبلية إذا ما لزم الأمر.
ولم يصدر أي تعليق فوري من الزعماء السياسيين الإسرائيليين، على الرغم من أن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية نشر صورة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مع وزير الدفاع يوآف غالانت وكبار جنرالات الجيش الإسرائيلي في مخبأ أسفل قاعدة الكيريا العسكرية في تل أبيب في أثناء تنفيذ الضربات. وقال الديوان إن نتنياهو أجرى في وقت لاحق تقييماً أمنياً مع غالانت وقادة الجيش وجهاز الموساد وجهاز الأمن العام ["الشاباك"].
وأوضح الجيش أن رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال هرتسي هاليفي كان أيضاً تحت قاعدة الكيريا ليقود الضربات من مركز قيادة سلاح الجو الإسرائيلي مع قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء تومر بار.
وفي وقت لاحق، قال نتنياهو في بيان مصور لوسائل الإعلام الأجنبية: "أستطيع الآن أن أؤكد أننا انتهينا من الرد الإسرائيلي على الهجمات الإيرانية ضد إسرائيل."
وزعمت إيران أن نظام دفاعها الجوي نجح في صد الهجمات، لكنها تسببت بأضرار محدودة في بعض المواقع.
وقال الدفاع الجوي الإيراني في بيان صادر عنه إن إسرائيل هاجمت أهدافاً عسكرية في محافظات طهران وخوزستان وإيلام.
ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن متحدث عسكري قوله إن الانفجارات التي سُمعت في طهران مرتبطة برد أنظمة الدفاع الجوي على محاولات إسرائيل مهاجمة 3 مواقع خارج مدينة طهران.
وأعلنت إيران مقتل 4 عسكريين بينهم ضابطان جرّاء الغارات الإسرائيلية.
ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء عن مصادر مسؤولة في إيران قولها إن طهران مستعدة للرد على أي هجوم إسرائيلي. وأضافت هذه المصادر: "لا شك في أن إسرائيل ستواجه ردة فعل متناسبة مع أي إجراء تتخذه."
وقال مصدر إسرائيلي رفيع المستوى لشبكة التلفزة الأميركية NBC إن إسرائيل لم تكن تستهدف المنشآت النووية أو حقول النفط الإيرانية، إنما كانت تركز على الأهداف العسكرية. وأضاف: "إننا نستهدف أشياء ربما شكلت تهديداً لنا في الماضي، أو يمكن أن تشكل تهديداً لنا في المستقبل." وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قد حثّت إسرائيل على عدم ضرب أهداف كهذه، بينما دعمت حق إسرائيل في الرد على الهجوم الصاروخي الباليستي الذي شنته إيران في الأول من تشرين الأول/أكتوبر.
وذكر مسؤول أميركي لوكالة "رويترز" للأنباء أن إسرائيل بلّغت الولايات المتحدة قبيل قصف أهداف في إيران، لكنه أضاف أن واشنطن لم تشارك في العملية الإسرائيلية.
وقال ناطق بلسان مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إن إسرائيل قامت بتنفيذ ضربات ضد أهداف عسكرية في إيران كممارسة دفاع عن النفس وردّاً على الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني ضد إسرائيل في الأول من تشرين الأول/أكتوبر الحالي.
وفي بيان باللغة الإنكليزية، حذّر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانييل هغاري من أن إسرائيل سترد إذا ما ارتكبت إيران خطأ التصعيد.
وقال هغاري: "لقد نفذنا ضربات محددة ودقيقة على أهداف عسكرية في إيران، وهو ما أحبط التهديدات المباشرة لدولة إسرائيل. لقد أنجزت قوات الدفاع الإسرائيلية مهمتها. إذا ما ارتكب النظام في إيران خطأ البدء بجولة جديدة من التصعيد، فإننا سنكون ملزمين بالرد. إن رسالتنا واضحة: كل من يهدد دولة إسرائيل ويسعى لجر المنطقة إلى تصعيد أوسع نطاقاً سيدفع ثمناً باهظاً. لقد أظهرنا اليوم أننا نملك القدرة والعزم على العمل بحزم، ونحن مستعدون في الهجوم والدفاع للدفاع عن دولة إسرائيل وشعبها."