الرسائل الإسرائيلية وراء اعتقال مسؤول في حزب الله في عمق الأراضي اللبنانية
المصدر
  • استناداً إلى تقارير لبنانية، قامت قوة من شييطت 13 [وحدة كوماندوز تابعة لسلاح البحر الإسرائيلي] بعملية إنزال على بُعد عشرات الكيلومترات من الحدود، واقتحمت مبنى في مدينة البترون الواقعة شمالي بيروت [على مسافة 37 كيلومتراً]. وبحسب التقارير، فقد تحركت القوة الإسرائيلية بسرعة، واعتقلت مسؤولاً رفيع المستوى في حزب الله، ثم توارت كما وصلت على متن سفن سريعة في عمق البحر.
  • وإذا كان صحيحاً أن أفراد الكوماندوز الإسرائيلي هم الذين نفذوا المهمة، فإن هذا يعني عدة أمور مهمة: أولاً، تدل العملية على مستوى استخباراتي واختراق كبير جداً لحزب الله. ثانياً، بعثت العملية برسالة إلى عناصر حزب الله فحواها أنهم ليسوا محصنين في أي مكان في لبنان. وأكثر من ذلك، إذا كانت إسرائيل هي وراء العملية، فإنها بذلك تمارس ضغطاً مباشراً على حزب الله والحكومة اللبنانية، وتُظهر إصرارها على خوض حرب شديدة حتى في الأماكن البعيدة عن حدود الدولتين.
  • وكانت التقارير من لبنان دراماتيكية، وعبّرت عن الأزمة التي يعاني جرّاءها حزب الله، وعن ضعفه، لكنها أيضاً نقلت السردية الإسرائيلية القائلة إن إسرائيل مصرّة على إعادة الأمن إلى مستوطناتها الشمالية، وأنه إذا لم يتحقق الأمن في الجليل، فلن يكون عناصر حزب الله في مأمن في كل لبنان من الجنوب إلى الشمال.
  • وتمرّ إسرائيل الآن بوقت حساس؛ فموعد الانتخابات في الولايات المتحدة يمكن أن يؤثر في استمرار الحرب، وخصوصاً على الحدود الشمالية، والاختبارالكبير للمستوى السياسي هو التمسك بالمبادئ المتعلقة باليوم التالي للحرب: السيطرة الكاملة للجيش اللبناني على جنوب لبنان، والتمسك بحق إسرائيل في التحرك لمنع دخول عناصر "إرهابية" المنطقة القريبة من الحدود، ومنع تهريب السلاح إلى حزب الله في عمق لبنان أو في سورية.
  • وتقف إسرائيل أمام مفترق طرُق؛ من جهة، من الصعب عليها أن تخوص حرب استنزاف، ومن جهة أُخرى، فإن المطلوب منها العمل الآن على تحقيق العودة الآمنة لسكان الشمال إلى بلداتهم.
  • وفي المقابل، يتعين على الجيش والمنظومة الأمنية ترميم العلاقات مع عدد كبير من الدول، وخصوصاً في أوروبا. وتتزايد التقارير التي تتحدث عن حظر بيع السلاح والوسائل التكنولوجية إلى إسرائيل من طرف عدد من الصناعات الأمنية في العالم، وهناك على الأقل مشروع أمني قومي عالق منذ عدة أسابيع بسبب هذا الحظر.
  • يجب على إسرائيل الآن تركيز كل جهدها على لبنان من أجل إجبار حزب الله والحكومة اللبنانية على القبول بشروطها من أجل وقف القتال في الشمال.
 

المزيد ضمن العدد