معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛ وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.
- إن استمرار تصاعُد التهديدات الإيرانية في اليومَين الأخيرَين، وبينها تهديدات المرشد الأعلى، هو دليل على أن إيران أمام خيارَين سيئَين (الرد مع احتمال مخاطر كبيرة أُخرى، أو الامتناع من الرد، الذي سيكون ثمنه مزيداً من الضعف في الردع الإيراني)، وعلى ما يبدو، حُسم الأمر لمصلحة الرد العسكري، على الرغم من أن موعده وطبيعته الدقيقة لم يُحددا بدقة.
- يدل هذا القرار على ثلاث فرضيات عمل في إيران:
- عدم الرد على أخطر هجوم تعرضت له إيران منذ الحرب العراقية - الإيرانية، يمكن أن يعرّض إيران للخطر في المدى البعيد، أكثر من الرد عليه، على الرغم من الضرر الكبير الذي لحِق بالمنظومات الدفاعية الجوية، وبقدرات إيران على إنتاج صواريخ أرض - أرض. في نظر القيادة الإيرانية، يمكن أن يشجع هذا الأمر إسرائيل على المبادرة إلى عمليات هجومية مستقبلية ضد إيران (بما في ذلك ضد مشروعها النووي) الذي لا يخفي كثيرون في إسرائيل رغبتهم في تحقيقه.
- لا يزال من الممكن ترميم قدرة إيران على الردع في مواجهة إسرائيل، وأن تفرض عليها قواعد لعبة من خلال القيام بعملية تثبت قدرة إيران على الإيذاء، ومن خلال استخدام القدرات الباليستية الكبيرة التي تملكها.
ج- يمكن التأثير في طبيعة الرد الإسرائيلي على الرد الإيراني (وربما الحؤول دون الانتقال إلى المرحلة "ب"، أي مهاجمة بنى تحتية رمزية لها علاقة بالنظام الإيراني والمشروع النووي) من خلال الرد بصورة مختلفة عن الماضي: إطلاق النار من خارج الأراضي الإيرانية، والاعتماد على تنظيمات "الوكلاء"، والتركيز على أهداف محددة في إسرائيل.
- بطبيعة الحال، قد تكون فرضيات العمل هذه خاطئة، وتعكس تقديرات مبالَغ فيها للقدرات الإيرانية (بما فيها تلك التي لم تتضرر)، أيضاً قد تعكس عدم تقدير نيات إسرائيل وقدراتها، وهو ما سيؤدي إلى سوء في الحسابات في الصراع الدائر بين الدولتين.