مَن يسيطر على الطعام، يسيطر على قطاع غزة
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

المؤلف
  • ما يجري في شمال قطاع غزة لا يقود إلى الحسم فقط في جباليا. فالجيش يسيطر على مزيد ومزيد من المناطق، ونجح في إصابة أكثر من 1100 "مخرب" خلال الشهر الماضي فقط، وفي الأساس يقوم بإلحاق الضرر بكل الأماكن التي أُطلقت منها قذائف في اتجاه إسرائيل والأماكن التي تحاول "حماس" ترميم قوتها فيها. وكلما استمرت العملية، ومن المتوقع أن تستمر عدة أسابيع، فإن الجيش سيستطيع الوصول إلى الحسم في كل شمال القطاع.
  • " الحسم" في جباليا، حسبما يتم تعريفه، هو حسم على الصعيد العملياتي فقط. صحيح أن هذه العملية هي الأكثر دراماتيكية في المنطقة التي تحولت إلى مركز لـ"الإرهاب" ومركز لقوة "حماس" في شمال القطاع. وسيسمح تنظيف جباليا بخلق واقع جديد في الميدان، وإن لم يتم القيام بخطوة أُخرى ومختلفة - فستعود إسرائيل بعد بضعة أشهر إلى الوضع الذي كانت فيه سابقاً. يجب على هذا التغيير أن ينعكس في خلق بديل من إدارة القطاع، من دون أهمية لمن يكون هذا البديل: الجيش، أو شركة أميركية أو أيّ قوة أُخرى. في جميع الأحوال، لا يمكن الاستمرار في هذه الحال، أن تدخل إسرائيل، ثم تخرج، وتقوم "حماس" بترميم قوتها خلال هذه الفترة. المطلوب قوة تستطيع السيطرة على جميع مناطق القطاع على الصعيدين الأمني والمدني، بشكل يسمح لإسرائيل بالتراجع خطوة إلى الوراء. نحن ندفع ثمناً كبيراً في الوضع الحالي، والحديث يدور حول مصلحة إسرائيلية واضحة للدفع بالحل الذي يقترحه الأميركيون من أجل خلق واقع مختلف.
  • يجب العودة وقول الحقيقة: إن الضغط العسكري الذي يجري الآن، بغض النظر عن قوته، لن يخلق أداة ضغط لتحرير الرهائن في إطار صفقة. أحد الأسباب الكامنة وراء أننا لسنا في وضع يسمح بالوصول إلى صفقة، هو إدارة المساعدات الإنسانية. بعد صفقة التبادل الأولى، سمحنا لهم بالعودة إلى الوضع الذي كان سائداً قبل الحرب - لقد بدأوا بالحصول على 200 شاحنة مساعدات كل يوم، من دون مقابل. لذلك، نحن منحنا "حماس"، عملياً، طريقة للسيطرة على العامل المركزي الذي يسمح لها بمعاظمة قوتها وإعادة ترميم نفسها. يدور الحديث هنا حول نصف مليار دولار خلال نصف عام. وفي الوقت نفسه، فقدت إسرائيل أداة الضغط الأهم التي كانت لديها. هذا هو أحد الأسباب المركزية التي تمنعنا من التقدم في اتجاه أيّ صفقة تبادُل إضافية: لا توجد لديهم مصلحة في ذلك.
  • في رأيي، رئيس الحكومة نتنياهو أيضاً يفهم أن الوضع اليوم مختلف عمّا كان عليه قبل شهرين، أو ثلاثة، حين كان السنوار لا يزال في الميدان. وعلى الرغم من ذلك، فإن حكومة إسرائيل تواجه صعوبة في اتخاذ القرار، ومن الممكن أنها لا تريد ذلك أصلاً. المشكلة الأكبر هي اختلاف الآراء داخل الحكومة بين مَن يعتقد أنه يجب العمل من أجل الدفع بسلطة في غزة مختلفة عن سلطة "حماس"، ومَن يعتقد أنه ممنوع علينا التقدم في هذا الاتجاه - والحفاظ على سيطرة إسرائيلية. لذلك، نحن في وضع مستحيل، فنحن مَن يُدخل المساعدات الإنسانية التي تذهب في نهاية المطاف إلى "حماس" وتعزز قوتها في القطاع، وأيضاً نستمر في العمل العسكري، وندفع أثماناً كبيرة إلى جانب الإنجازات العسكرية، ولا نتقدم إلى حيث يمكننا إعادة المخطوفين، وفي الأساس، نحن نطيل أمد الحرب. الوضع الحالي هو أن "حماس" تسيطر على الأكل - ولذلك، هي تسيطر أيضاً على قطاع غزة. "حماس" هي المسؤولة عن كل مكان لا يتواجد فيه الجيش - مثلما كانت عليه الحال قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر.
  • يمكن أن يقود الضغط الأميركي في هذه المرحلة إلى تغيير إيجابي. سيكون على الحكومة أن تقرر أيّ تكتيك آخر ستتّبعه لإنهاء حُكم التنظيم "الإرهابي": وما هي البدائل، سواء أكانت الجيش (حُكم عسكري)، أم شركة أميركية (السلطة الفلسطينية ليست حلاً، إنما هي جزء من المشكلة، ولذلك لا يمكن أن تكون بديلاً)، هي بدائل أفضل من الوضع الحالي، الذي يتم فيه الإبقاء على حُكم "حماس".

 

 

المزيد ضمن العدد