أصدر طاقم أهالي الأسرى والمخطوفين الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، أمس (الخميس)، تقريراً حذّر فيه من احتمال تردّي الحالة الصحية للمخطوفين خلال فصل الشتاء الوشيك، نظراً إلى غياب الظروف الضرورية لحماية صحتهم في الأسر.
وجاء في التقرير: "مضى أكثر من 400 يوم منذ احتجاز الأسرى الإسرائيليين لدى حركة ’حماس’، وتفيد آخر المعطيات بأن المخطوفين يواجهون وضعاً مأساوياً، وأن حالتهم الصحية ازدادت تدهوراً. كما أن فصل الشتاء المقبل قد يحمل مخاطر قاتلة بالنسبة إلى حياة الأسرى، وخصوصاً مع نقص الضروريات الأساسية، مثل الدفء والغذاء والرعاية الطبية، فضلاً عن أن الاحتجاز الطويل في الأسر يؤدي إلى نقص حاد في كتلة العضلات وانهيار تدريجي لاعضاء الجسم الأساسية".
ويشير التقرير إلى آثار تعرُّض الرجال والنساء لمخاطر العنف الجسدي والنفسي، وهو ما يسبب لهم إصابات جسدية خطِرة وعدداً من حالات الصدمات النفسية التي تتفاقم بمرور الأيام. أيضاً يحذر التقرير من أن ظروف الاحتجاز تضعهم في مواجهة مباشرة مع خطر الأمراض المعدية والتنفسية نتيجة ضعف التهوئة والنظافة. كما أن انتشار شلل الأطفال في المنطقة يزيد في خطورة الوضع، إذ يواجه الأسرى تهديداً متزايداً بالإصابة، ولا سيما الذين لم يتلقوا لقاحات كافية.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني المخطوفون جرّاء نقص حادّ في التغذية، وهو ما يعيق قدرة أجسادهم على الحفاظ على درجة حرارة مستقرة، ويعرّضهم لخطر انخفاض الحرارة الحادّ خلال فصل الشتاء.
وذكر التقرير أن بعض المخطوفين خسر نحو نصف وزنه الأصلي، وهو ما يجعل المخطوفين في وضع حرج وعرضةً لمضاعفات خطرة، مثل اضطرابات القلب وضعف المناعة.
وأكد التقرير أن المخطوفين يواجهون ضغوطاً نفسية هائلة بسبب العزلة القسرية والتهديدات المستمرة، الأمر الذي يؤدي إلى تدهور حالتهم النفسية وظهور أعراض اضطرابات نفسية، مثل الاكتئاب والقلق.
ودعا التقرير المجتمع الدولي، بما في ذلك الصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية، إلى الضغط من أجل السماح بمراقبة صحية للمخطوفين وتقديم الرعاية الطبية العاجلة. وطالب الدول الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بتكثيف الجهود للحصول على معلومات دقيقة عن حالات المخطوفين والعمل من أجل تقديم الدعم الإنساني لهم، وبالانضمام إلى مطلب اطلاق المخطوفين فوراً وتوفير الرعاية الصحية والنفسية اللازمة لهم قبل حلول فصل الشتاء الذي قد يضاعف المخاطر على حياتهم.