أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مع لبنان، وأن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسيّة والأمنيّة ["الكابينيت"] وافق على ذلك أيضاً، وعلى أن يبدأ سريان مفعوله عند الساعة الرابعة من فجر اليوم (الأربعاء).
وجاءت أقوال نتنياهو هذه في سياق مؤتمر صحافي عقده مساء أمس (الثلاثاء)، وتحدث خلاله إلى الجمهور الإسرائيلي، وأكد فيه أيضاً أن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار في لبنان لـ3 أسباب رئيسية: أولها التركيز على التهديد الإيراني الذي يعتبره التهديد الرئيسي لإسرائيل، والثاني إعادة تنشيط قوات الجيش الإسرائيلي والتغلب على القيود المفروضة على توريد الأسلحة إلى إسرائيل، والسبب الثالث فصل جبهة غزة عن جبهة لبنان وعزل حركة "حماس".
وشدّد نتنياهو على أن وقف إطلاق النار ومدته يعتمدان على ما يحدث في لبنان، وعلى أن الجيش الإسرائيلي سيهاجم كلما تم تسجيل أي انتهاك للاتفاق، وقال: "إننا نحتفظ بحرّية العمل العسكري بالكامل، وإذا قام حزب الله بتسليح نفسه فسنهاجم، وإذا أقدم على إنشاء بنية تحتية بالقرب من الحدود فسنهاجم."
وأضاف نتنياهو: "سوف نكمل القضاء على ’حماس‘، وسنعيد جميع مخطوفينا، وسنضمن أن غزة لن تشكّل تهديداً لإسرائيل مرة ثانية، وسنعيد سكان المنطقة الشمالية إلى ديارهم بأمان. إن الحرب لن تنتهي قبل أن نحقق كل أهدافها، وضِمن ذلك إعادة سكان المنطقة الشمالية بأمان إلى ديارهم."
وتابع نتنياهو: "إنني عازم على بذل كل ما يلزم من أجل الحؤول دون حصول إيران على سلاح نووي. ودائماً يتصدر هذا التهديد سلّم أولوياتي، وهو ما ينطبق حالياً بصورة خاصة كلما نسمع التصريحات المتكررة التي تَصْدُرُ عن زعماء إيران بشأن تصميمهم على التزود بسلاح نووي. ومن وجهة نظري، تُعتبر إزالة هذا التهديد أهم مهمة لضمان وجود ودولة إسرائيل ومستقبلها."
ولدى تطرُّقه إلى الحرب في لبنان، قال نتنياهو: "اختار حزب الله الاعتداء علينا من هناك في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وقد مضى عام على ذلك التاريخ، ولم يعد حزب الله كالسابق، إذ أعدناه عشرات السنوات إلى الوراء، وقضينا على [الأمين العام السيّد] حسن نصر الله، وعلى جميع مسؤولي الحزب، ودمرنا معظم صواريخه وقذائفه الصاروخية، وقضينا على آلاف ’المخربين‘، ودمرنا البنى التحتية تحت الأرض و’الإرهابية‘ المتاخمة لحدودنا. وقد هاجمنا أهدافاً استراتيجية في كل أنحاء لبنان، وأسقطنا العشرات العديدة من الأبراج ’الإرهابية‘ في الضاحية الجنوبية، وظلت الأرض في بيروت تهتز."
وأشار نتنياهو إلى أنه عن طريق التفاهم المطلق مع الولايات المتحدة، تحتفظ إسرائيل بحرّية التحرك العسكري الكاملة، وإذا ما أخل حزب الله بالاتفاق وحاول التسلح، فستضربه، وإذا ما حاول ترميم بناه التحتية ’الإرهابية‘ جوار الحدود، فستضربه، وإذا ما أطلق قذيفة صاروخية، وحفر نفقاً، وأدخل شاحنة محملة بالصواريخ، فستضربه. وقال: "يقول لي البعض إن حزب الله سيلتزم الهدوء لعام أو عامين من أجل التعاظم ثم سيعتدي علينا، لكن حزب الله من شأنه أن يخل بالاتفاق ليس فقط عبر إطلاق النار علينا، بل أيضاً إذا ما حاول التسلح لإطلاق النار علينا مستقبلاً، وسنرد بقوة على كل إخلال صادر عنه."