دونالد ترامب يحاول التعجيل في صفقة تبادُل، وهذه هي نقاط الضغط التي يملكها ضد "حماس"
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • إن التهديد الحاد الذي أطلقه الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب الليلة الماضية (الاثنين)، والذي قال فيه إنه إذا لم يتم إطلاق سراح المختطَفين حتى موعد تنصيبه فإن العواقب ستتمثل في انفتاح باب الجحيم على الشرق الأوسط، يهدف إلى تسريع المفاوضات الجارية لإتمام صفقة تُدار وراء الكواليس.
  • ويشارك في هذه المفاوضات، التي تتم في معظمها بسرّية، كل من الولايات المتحدة وإسرائيل والوسيط مصر، وربما أيضاً تركيا. أمّا قطر، فهي تجلس الآن في المقعد الخلفي، ولا تقود المفاوضات كما كانت تفعل سابقاً، وذلك بعد أن أغلقت الباب في وجه كبار قادة "حماس". ومع ذلك، فلا تزال قطر جزءاً من مشهد الاتصالات، ويبدو أن تصريح ترامب مساء اليوم يعتمد بصورة غير مباشرة على علاقات الرئيس المنتخب بالدوحة.
  • يمكن افتراض أن مبادرة ترامب لإطلاق تهديده الجديد لم تأتِ من فريق المفاوضات الخاص بترامب، إنما على الأرجح كانت نتيجة مبادرة مشتركة بين إسرائيل وإدارة بايدن. وهناك حالياً مصلحة مشتركة بين الرئيس بايدن والرئيس المقبل فيما يتعلق بالتوصل إلى صفقة تبادُل؛ فبايدن يريد أن يسجل إنجاز الصفقة لمصلحته قبل أن يتولى رئيس جمهوري البيت الأبيض، بينما ترامب يريد أن يبدأ فترته الرئاسية من دون أن يضطر إلى التدخل أو اتخاذ قرارات بشأن مسألة الحرب في الشرق الأوسط بصورة عامة، وفي غزة بصورة خاصة.
  • وتقوم أيديولوجية ترامب على التحرر من الحروب في مختلف أنحاء العالم، لكي يتمكن من التركيز على إعادة تشكيل الولايات المتحدة وفقاً لرؤيته ورغبات ناخبيه.

يهدد ويضغط، لكي يحقق المرونة لدى الطرف الآخر

  • إن البيان الذي أصدره ترامب الليلة الماضية يهدد حركة "حماس" بـ"ضربة قاسية"، والسؤال هو ما إذا كان هذا التهديد جاداً، وإذا كانت الحركة نفسها ستأخذه على محمل الجد. صحيح أن ترامب لا يملك قدرة عسكرية مباشرة لتهديد "حماس"، لأن إسرائيل فعلاً تقوم بكل ما يمكنها القيام به في هذا المجال، لكنه يملك ثلاث أدوات ضغط قوية يمكنه استخدامها للضغط على الحركة ليدفعها إلى تقديم تنازلات في صفقة التبادل، ومعاقبتها إذا لم تستجب بعد توليه منصب الرئاسة.
  • تتمثل الأداة الأولى في ضرب مصادر تمويل "حماس"، أي تقويض قدرة الحركة على تمويل نشاطاتها بعد توقف القتال، وهذا لا يشمل غزة فقط، بل أيضاً لبنان وأماكن أُخرى حول العالم تستمد منها "حماس" قوتها. وفي هذا السياق، يمكن لترامب التأثير عبر إغلاق جمعيات خيرية في الولايات المتحدة وأميركا الشمالية عموماً، وكذلك عبر حث الأوروبيين على اتخاذ إجراءات مماثلة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للرئيس المنتخَب التأثير في قطر ودفعها إلى وقف تمويلها وتبرعاتها السخية إلى الحركة.
  • من الممكن جداً أن هذا ما قصده ترامب عندما تحدث عن "ضربة قاسية"، لكن تصريحه الحازم الليلة الماضية دوّت أصداؤه بلا شك أيضاً في طهران؛ إذ أشار المرشد الأعلى علي خامنئي والقيادة الإيرانية مراراً وتكراراً إلى خشيتهم من العقوبات التي ربما يفرضها الرئيس المقبل عليهم فيما يتعلق ببرنامج الأسلحة النووية الإيراني والنشاط "الإرهابي" الإيراني في الشرق الأوسط.
  • وبناءً عليه، يمكن أن تتمثل أداة الضغط الثانية في تنفيذ ترامب تهديداته السابقة ضد الإيرانيين خلال حملته الانتخابية، واستخدام قضية "حماس" كذريعة لفرض تلك العقوبات، ويمكن أن يدفع هذا الإيرانيين إلى الضغط على "حماس" لتقديم تنازلات.
  • أمّا أداة الضغط الثالثة، فتتمثل في توجيه تهديد مباشر إلى سكان غزة عموماً، والذين تُعد "حماس" جزءاً منهم، فحواه أن الولايات المتحدة لن تشارك في إعادة إعمار القطاع إذا لم تقدّم الحركة تنازلات الآن، وإذا لم يتم التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح المختطَفين بسبب موقفها.
  • لا شك في أن بيان ترامب يشكّل تطوراً إيجابياً، وأنه سيكون دافعاً إلى تسريع العملية التي ستؤدي إلى صفقة لإطلاق سراح المختطَفين. ربما يبدو للوهلة الأولى أن الرئيس المنتخَب لا يملك قدرة فعلية على تهديد "حماس"، لكن عند النظر بعمق إلى التأثير الذي يمارسه وسيستمر في ممارسته على داعمي الحركة ومموليها، فإنه يمكن للمرء إدراك كيف يمكن لهذا البيان أن يكون ذا فائدة.