من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها استند إلى تحليل صور للأقمار الاصطناعية التُقطت خلال 3 أشهر لوسط قطاع غزة أن الجيش الإسرائيلي وسّع في الأشهر الأخيرة تواجده في وسط قطاع غزة، وزاد عدد مواقعه في منطقة ممر نتساريم، بحيث وصل إلى 19 موقعاً. وذكرت الصحيفة أن الجيش أقام هذه المواقع إلى جانب مواقع صغيرة أُقيمت في مراحل سابقة للحرب. ولدى مقارنة الصور، يظهر أن 12 موقعاً أُقيم منذ بداية أيلول/سبتمبر.
وتُظهر الصور أن أغلب هذه المواقع محاط بأسوار، وتوجد فيها أماكن سكن للجنود، وطرقات، ومواقف للآليات المدرعة، وغالباً ما تكون هذه المواقع محاطة بخنادق دفاعية وعوائق مصممة لمنع دخول المركبات. ونقلت الصحيفة عن الناطق بلسان الجيش نداف شوشاني أن توسيع احتلال الأرض هو لأسباب عملانية فقط، وكل ما تم بناؤه يمكن تفكيكه خلال يوم واحد.
وتجدر الإشارة إلى أن ممر نتساريم الذي يمتد إلى نحو 8 كيلومترات جرى احتلاله خلال الأشهر الأولى للحرب، واستُخدم في البداية كممر لوجستي فقط للقوات الإسرائيلية العاملة في القطاع، وبعدها، من أجل إدخال المساعدات الإنسانية، لكن مع مرور الوقت، تغيرت وظيفته، واستُخدم لأغراض أُخرى. واليوم، تتيح السيطرة على المعبر للجيش إمكان تنظيم الحركة على طول القطاع، ومنْع مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين اقتُلعوا من منازلهم من العودة إلى الشمال. وبحسب تحليل الصور ومصادر إسرائيلية، فقد قام الجيش الإسرائيلي بتوسيع المنطقة الواقعة تحت سيطرته، بالإضافة إلى تدمير قرابة 600 منزل للفلسطينيين.
وفي الشهر الماضي، نشرت "هآرتس" أن مساحة ممر نتساريم زادت 5 وحتى 6 كيلومترات. وبحسب بعض مصادر، يقوم الجيش بتوسيع الممر بنحو 3 كيلومترات ونصف الكيلومتر من كل جانب. واستناداً إلى صحيفة "نيويورك تايمز"، فالمساحة حول محور نتساريم الواقعة تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي هي 47 كيلومتراً.
وفي أحاديث أجرتها "هآرتس" مع مصادر إسرائيلية، أوضحت هذه المصادر أن البناء في نتساريم يدل على بقاء طويل الأمد للجيش الإسرائيلي في غزة، وعلى ما يبدو، فإنه "لن يخرج من هناك قبل 2026." وقال ضابط في أحد الألوية التي تقاتل في غزة: "عندما تشاهد الطرقات والمحاور التي يفتحونها هنا، يبدو بوضوح أنها ليست من أجل مناورة برّية أو من أجل توغل القوات إلى مناطق متعددة، فهذه الطرقات تؤدي إلى الأماكن التي كان فيها قسم من المستوطنات الإسرائيلية التي أُخليت. لا أعراف إذا كانت هناك نية لإقامة هذه المستوطنات من جديد، فهذا الأمر لا يجري الحديث عنه علناً، لكن الكل يعرف إلى أين يؤدي."