ذكر تقرير نشرته الهيئة الوطنية لقياس التعليم وتقويمه، أمس (الأربعاء)، أن هناك تراجعاً كبيراً للطلاب الإسرائيليين في الاختبارات الدولية في موضوعَي العلوم والرياضيات. وأشار التقرير إلى أنه في اختبار "TIMS 2023" الذي اختبر الطلاب والطالبات في الصف الثامن، مقارنةً ببقية دول العالم، تراجعت إسرائيل 14 مركزاً في درجة الرياضيات و9 مراكز في درجة العلوم، مقارنةً بالاختبار السابق.
وأُجريَ هذا الاختبار في 44 دولة، وتم فحص نحو 300.000 طالب وطالبة من نحو 9000 مدرسة حول العالم. وفي إسرائيل، تم اختبار نحو 5200 طالب وطالبة من 195 مدرسة. ولم يشارك في الاختبار الطلاب اليهود الحريديم [المتشددون دينياً]، ولا طلاب القدس الشرقية.
وتعقيباً على هذه النتائج، قالت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية إن السبب الرئيسي لها يعود إلى أزمة وباء كورونا.
وقال بيان صادر عن وزارة التربية والتعليم بهذا الشأن: "كان هناك 130 يوماً من الإغلاق [في إبان أزمة وباء كورونا]. في المقابل، فإن الدول التي اعتمدت سياسة أكثر اعتدالاً، مثل السويد - 49 يوماً من الإغلاق - وإنكلترا - 64 يوماً من الإغلاق - قدمت تحسناً في إنجازاتها مع زيادة 15 و10 نقاط في الرياضيات والعلوم". كما أشار البيان إلى أن الأوضاع الأمنية التي شهدتها إسرائيل قبل الاختبار أثّرت أيضاً في العلامات.
كذلك، نوّه البيان بأن نتائج الدراسة تُظهر انخفاضاً متوسطاً، قدره 11-12 نقطة بين جميع الدول التي شملتها الدراسة.
وعلى الرغم من ذلك، فإن البيان نقل عن وزير التربية والتعليم الإسرائيلي يوآف كيش قوله: "إن موازنة الدولة لسنة 2025 لا تحمل أيّ بشائر قادرة على التعامل مع هذا الوضع، فهي تحافظ على الوضع القائم. وبمجرد انتهاء الحرب، سنحتاج إلى ميزانية إضافية."
تجدر الإشارة إلى أنه في الفترة 2019-2023 سُجل انخفاض حادّ، قدره 32 نقطة في متوسط تحصيل طلاب الصف الثامن في إسرائيل في مادتَي الرياضيات والعلوم، وذلك في الوقت الذي توجد فيه، وفقاً لوزارة التربية والتعليم، زيادة حادة في نسبة الطلاب الذين يجدون صعوبة في هاتين المادتين، إذ تم تصنيف واحد من كل 5 طلاب في مستوى أقل من الحد الأدنى، مقارنةً بواحد من كل 8 طلاب في سنة 2019. وتفوّق طالب واحد فقط من بين كل 13 طالباً في إسرائيل في سنة 2023، مقارنةً بواحد من كل 7 طلاب في السابق.
كما أن الفجوات التحصيلية بين الطلاب اليهود والعرب في كلا هذين المجالين المعرفيين آخذة بالاتساع. وتُظهر معطيات وزارة التربية والتعليم أن الانخفاض الحاد في التحصيل بين الناطقين باللغة العبرية أكثر اعتدالاً، مقارنةً بالناطقين باللغة العربية، فهناك انخفاض بمقدار 26 نقطة في الرياضيات و29 نقطة في العلوم بين الناطقين بالعبرية، مقارنةً بـ56 نقطة و49 نقطة على التوالي بين الناطقين بالعربية.