اختبار فاخ؛ عندما تسيطر روحية الإبادة الجماعية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • إذا لم تبدأ الشرطة العسكرية بفتح تحقيق بشأن سلوك العميد يهودا فاخ؛ وإذا لم يجرِ توقيف عمل قائد الفرقة 252 فوراً،  ولم يُعتقل للتحقيق معه؛ وإذا لم يتنصل الجيش فوراً من أعماله، وبعده المستوى السياسي، حينها، سيعرف الإسرائيليون كلهم والمحكمة الدولية في لاهاي وكل العالم أنه يوجد في الجيش الإسرائيلي قائد فرقة متهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية، وهو لا يزال يواصل القيام بمهماته، ويتابع حياته كأن شيئاً لم يكن [للاطلاع على مزيد من التفاصيل بشأن مواقف العميد فاخ، يمكن العودة إلى الرابط التالي لنشرة "مختارات من الصحف العبرية".

https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/35957]

  • كل يوم يستمر فيه بقاء يهودا فاخ في منصبه هو يوم آخر يثبت جرائم الحرب التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي، بل يثبت أن إسرائيل هي التي تقف وراءها.  إن العميد فاخ خريج كريات أربع ليس حصاناً برياً استثنائياً يحتاج إلى كبح جماحه، بل هو الجيش الإسرائيلي، والجيش الإسرائيلي هو إسرائيل.
  • انتهى الجدل فيما إذا كانت إسرائيل ارتكبت جرائم تطهير عرقي في غزة.  أيضاً انتهى الجدل فيما إذا كان الجيش الإسرائيلي ارتكب جرائم إبادة جماعية. وفيما إذا كان هناك قائد فرقة في الجيش الإسرائيلي يقول لضباطه إنه لا يوجد أبرياء في غزة، وهو هنا لا يعبّر عن رأي شخصي، بل عن تصوّر عملاني، معنى هذا أن الإبادة الجماعية هي الروحية المسيطرة. وإذا كان هناك قائد فرقة يؤنب ضباطه لأنهم "لم ينفّذوا الهدف"، والهدف هو طرد ربع مليون من منازلهم، فمعنى هذا أن التطهير العرقي هو السياسة المعلنة للجيش الإسرائيلي.
  • وإذا كان يوجد تحت قيادة قائد هذه الفرقة نوع من قوة فاغنر إسرائيلية، مجموعة عنيفة من الجنود، ومن المدنيين، هم في أغلبيتهم، من المستوطنين المتدينين، الذين لا أحد يعرف ما هي صلاحياتهم، باستثناء أن قائدهم هو شقيق قائد الفرقة؛ وإذا كانوا يدمرون بصورة منهجية البيت تلو الآخر في غزة، وهدفهم تدمير غزة والحرص على عدم عودة أيّ شخص إلى منزله، فإن الجيش، فضلاً عن جرائم الحرب التي يرتكبها، هو جيش فاسد ومتعفن من الداخل.
  • التحقيق المذهل الذي أجراه يانيف كوفوفيتش بشأن أفعال فاخ ("هآرتس"، 31/12)، لا يترك مجالاً للتفكير في أن الأمر يتعلق "بضابط غير عادي" آخر. لقد اختاره قادة الجيش لكي يكون قائداً لمدرسة الضبط وقادة الفرق. وهم يؤمنون به وبأسلوبه، ويتعاطفون معه. أيّ ضابط يُسرّح من الخدمة ويقف ضد هذه السياسة لن يكون بريئاً من التهمة. وإذا كان فاخ هو الذي درّب ضباطه على إجراء التطهير العرقي، فهُم الذين نفّذوه. وعلى الأقل، قسم منهم فعل هذا بسرور.
  • الجيش ليس عبارة عن منتدى لتبادل الآراء. فجيش الاحتلال موجود في غزة للقيام بمهماته. وعندما نسمع كيف ينفّذ مهماته، نتذكر ما فعله مئير هار تسيون [1934-2014]، العنصر في الوحدة 101 الذي قتل خمسة من البدو، انتقاماً لمقتل شقيقته في سنة 1954.
  • أين هار تسيون وجريمة قتل خمسة أشخاص، مقارنةً بخطة طرد ربع مليون نسمة، والحلم بقتل كل سكان غزة لأنهم "مخربون" كلهم.
  • ارتفعت جرائم الحرب في غزة كثيراً، منذ أيام الموت والرحمة والإنسانية في الوحدة 101، الآن، أصبح القتل والتدمير جماعياً، والجرائم بالجملة. لكن أيضاً هناك استخفاف بحياة الجنود، ولعل هذا سيوقظ الإسرائيليين، ويجعلهم يدركون مَن يقود هذه الحرب.
  • لكن مع كل الحزن على خسارة الجنود الثمانية الذين قُتلوا بسبب إهمال ولامبالاة قادتهم، فإن مئات القتلى في منطقة "الموت في نتساريم" يثيرون حزناً أكبر.
  • موشيه دايان كتب أن هار تسيون هو أفضل جندي رآه الجيش الإسرائيلي، في نظره. اليوم، يوجد وريث للقاتل. وفي آذار/مارس المقبل، من المفترض أن يعود فاخ مع فرقته إلى ممر نتساريم.