كيف نسينا بسرعة أننا نحارب "النازيين" ولا نعقد صفقة معهم
تاريخ المقال
المصدر
- لماذا الصفقة؟ ولماذا نعذّب عائلات المخطوفين والجمهور بآمال زائفة؟ دعونا نترك النقاش، انطلاقاً من المشاعر، جانباً، ونحلل الوضع.
- تنظر "حماس" إلى قطاع غزة المدمر، وإلى قائمة أمواتها الطويلة، وتدرك أن المحتجزين هم الورقة الوحيدة التي بقيت لديها. وهي بمثابة بطاقة تأمين على حياتها، وتضمن من خلالها أن يجري الحديث عنها في نشرات الأخبار في العالم. الاحتفاظ بالمخطوفين هو أيضاً الانتقام الكبير "للنازيين" الجدد منا. فهم بهذه الطريقة، يشجعون على حدّة الاستقطاب في داخلنا، وعلى التظاهرات والاتهامات المريعة بأن هناك في إسرائيل مَن لا يرغب في تحرير المخطوفين. بالنسبة إلى "حماس"، هذا الذي سيتيح لها أن تنتصر، فلماذا تحررهم؟
- الشرط الأول لـ"حماس"، الذي لم يتغير، هو إطلاق سراح جزء من المخطوفين فقط (جزء فقط، وبقاء البعض الآخر كضمانة، بحجة أنهم لا يعرفون مكان وجودهم، من أجل الاستمرار في تعذيب المجتمع الإسرائيلي)، وهو بمثابة خضوع كامل لإسرائيل: انسحاب كامل من القطاع، بما في ذلك من المنطقة الفاصلة؛ ضمانات دولية بعدم تجدّد الحرب، حتى لو ظهر تعاظُم للقوة العسكرية، أو حفر أنفاق؛ وطبعاً إعادة إعمار شاملة للدمار، وضمنها أوكار "إرهابية" كثيرة قُصفت، وعودة مئات الآلاف من النازحين، نحو مليون نسمة، إلى شمال القطاع.
- الغرب الأعمى، سيتطوع للمساهمة في مليارات الدولارات من أجل أن تقوم مملكة "الشر" من جديد على حدودنا الشمالية. وكل هذا تحت الشرط الأعلى، استمرار حُكم "حماس" في القطاع.
- في الوقت عينه، سنحرر مجموعات كبيرة من "المخربين" من السجون، وسيعود هؤلاء، في أغلبيتهم، إلى الضفة الغربية، وسيقومون بالأمر الوحيد الذي يعرفونه، أي قتل اليهود. وهم سيستوحون من "مذبحة" 7 أكتوبر، ويخططون لأحداث مشابهة ضد مستوطنات خط التماس في قلب البلد. أمّا "المخربون" المحرَّرون الذين سيصلون إلى غزة، فيساهمون في إعادة بناء "حماس" عسكرياً، وستشكل مصر "الفاشلة" قاعدة مناسبة لتهريب الوسائل القتالية ومعدات الحفر.
- الرسالة المدوية التي لا يمكن تغطيتها بأيّ كم من الهراء التفسيري، هي أنه بغض النظر عن قوة "الشر" و"الجريمة المنظمة" للتنظيم "الإرهابي"، وهو يضمن انتصاره كلّ مرة يخطف فيها إسرائيليين. في مثل هذه الحالة، يمكننا البدء بالعد العكسي، بانتظار "المذبحة" المقبلة.
- في هذه الأثناء، وفي الوقت الذي تستعد "حماس" لغزو آخر، ستنغص الحركة حياة المستوطنات الإسرائيلية في الجنوب، من خلال التساقط المتقطع للصواريخ وقذائف المدفعية. الغزيّون الذين كانوا أطفالاً في وقت الانفصال عن غزة [2005] استوعبوا جيداً الرسائل، واخترقوا السياج الحدودي في 7 أكتوبر، ونفّذوا التعاليم.
- الجدال الدامي وسط الجمهور الإسرائيلي، يجب أن يبقى بيننا فقط، وألّا تكون "حماس" شريكة فيه. فهي لم تقدّم حتى مجرد قائمة بأسماء المخطوفين، الأحياء والأموات، لماذا؟ لكي يبقى اليهود يتقاتلون فيما بينهم، وهي تزيد الثمن.
- إن الكلام المذكور هنا لا يعبّر عن رفض مبدئي للصفقة، بل يستند إلى درس سنوات طويلة من تاريخ المواجهات بيننا وبين الذين يريدون أرواحنا، ومن صفقات سابقة، ومن معرفة بثقافة ودين أعدائنا، ومن النقاشات المكتوبة والشفهية لهم.
- من هنا، فإن الأمة التي تحب الحياة، يجب أن تقاتل من أجل تحرير أسراها. إن الوسائل الدبلوماسية مصيرها الفشل، تماماً مثل المفاوضات مع ألمانيا النازية. ستحتفظ "حماس" بالمخطوفين، وعندما تحين الفرصة، ستهرّبهم إلى خارج القطاع. بعد وقت قليل، سيدخل إلى البيت الأبيض رئيس جديد يستطيع مساعدتنا على مواجهة الضغط الدولي من أجل إدخال المساعدات الإنسانية إلى أعدائنا الذين يحتفظون بالمخطوفين. وأن توزيع المساعدات التي تدخل يجب أن يكون على يد إسرائيل فقط، ولا يجب أن تصل إلى يد "حماس". وبهذه الطريقة، نمنعها من السيطرة على حياة الناس، وتجنيد "مخربين" جدد، في مقابل تأمين الغذاء لعائلاتهم.
- يجب على الجيش محاصرة القطاع بكتائب إضافية، واحتلاله بصورة كاملة، وتمشيط المنطقة، متراً متراً، والقضاء على ما تبقى من "مخربين"، وفي النهاية، العثور على مخطوفينا. نحن بحاجة إلى الشجاعة لكي نغير، وقبل وقوع الكارثة.