قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يفكر في زيارة منطقة الشرق الأوسط، وإن لم يكن على الفور، وأشاد مرة أُخرى بدور إدارته الجديدة في تأمين اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس"، والذي دخل حيّز التنفيذ يوم الأحد الماضي.
وجاءت أقوال ترامب هذه في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في يومه الثاني في منصبه، أول أمس (الثلاثاء)، وبعد يوم واحد على إعلان مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أنه يعتزم زيارة قطاع غزة للإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار المكوّن من 3 مراحل.
وأضاف ترامب أن الأمر المُلح الآن هو عودة المخطوفين الإسرائيليين إلى منازلهم، وهذا ما يحدث الآن. وأعرب عن أسفه لأن بعض المخطوفين ليسوا في حالة جيدة، وشدّد على أنه لو لم يكن رئيساً للولايات المتحدة لما عاد المخطوفون مطلقاً.
وقال ترامب: "لم يتمكن [الرئيس الأميركي السابق] جو بايدن من إنجاز ذلك، ولم يكن الأمر، من ناحيتي، سوى فرض الموعد النهائي للاتفاق الذي قررته على الجانبين". وكان ترامب هدّد، الشهر الماضي، بفتح أبواب الجحيم في الشرق الأوسط، إذا لم يتم إطلاق المخطوفين الإسرائيليين بحلول حفل تنصيبه رئيساً في البيت الأبيض يوم 20 كانون الثاني/يناير الحالي.
وجاءت تصريحات ترامب، بعد أن وقّع يوم الإثنين الماضي أمراً تنفيذياً يلغي العقوبات التي فرضها بايدن في العام الماضي على مستوطنين عنيفين في مناطق الضفة الغربية. وكانت هذه السياسة واحدة من عشرات السياسات التي ألغاها ترامب بعد ساعات من أدائه اليمين الدستورية، من خلال مجموعة من الأوامر التنفيذية التي وقّعها أولاً، في تجمّع حاشد، بعد التنصيب، أمام الآلاف من المؤيدين، ثم في البيت الأبيض.
ويسعى ترامب أيضاً للتوسط بشأن التوصل إلى اتفاق تطبيع علاقات بين إسرائيل والسعودية، ومن المرجح أن تتطلب هذه الصفقة من اسرائيل تقديم تنازلات للفلسطينيين، نظراً إلى أن الرياض تشترط، علناً، الاتفاق على إقامة دولة فلسطينية.
وكان ترامب أكد في تصريحات سابقة أدلى بها إلى وسائل إعلام، يوم الاثنين الماضي، أنه غير واثق بأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق المخطوفين الإسرائيليين، الذي دخل حيز التنفيذ في اليوم السابق، سيتم الالتزام به حتى نهاية المراحل الثلاث.
وفيما يتعلق بقطاع غزة الذي دُمرت مساحات شاسعة منه خلال 15 شهراً من الحرب التي شنتها إسرائيل عليه، قال ترامب إن القطاع بات يشبه موقع هدم ضخم، ويجب إعادة بنائه بطريقة مختلفة. وأشار إلى أن موقع غزة استثنائي على طول البحر الأبيض المتوسط، مع أفضل طقس، ويمكن القيام بأشياء جميلة هناك.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان سيساعد في إعادة إعمار غزة، أجاب قائلاً: "ربما". لكن عندما سُئل عمّن سيحكم قطاع غزة بعد الحرب، قال إنه لا يمكن أن تكون حركة "حماس" لأنها لم تقُم بإدارته بشكل جيد، ولأن معظم قادتها وعناصرها لقوا حتفهم.
وكرّر ترامب اعتقاده أن "حماس" ما كانت لتنفّذ هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 لو كان رئيساً للولايات المتحدة في ذلك الوقت، لأن إيران، راعية هذه الحركة، كانت مفلسة بسبب نظام العقوبات القصوى الذي فرضه عليها.
وقال إنه يعتقد أنه قد يتم توقيع اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية قريباً، وحتى قبل حلول نهاية العام الحالي.