قبل يومين من موعد انتهاء مدة الستين يوماً الواردة في اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، اجتمع الكابينيت السياسي - الأمني للبحث في انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية. وخلال الجلسة التي انتهت عند منتصف الليل، حصل الوزراء على عرض واضح للوضع، لكن لم يتم التصويت على الموضوع. وقالت أطراف مطّلعة إن وقف إطلاق النار مستمر، في نظر إسرائيل، وستردّ على أيّ خرق له بشدة. وبُلِّغ الوزراء أن هناك تنسيقاً مع إدارة ترامب بشأن استمرار وقف إطلاق النار.
وناقشت الجلسة مسألة ما إذا كان الجيش الإسرائيلي سيستكمل انسحابه من الأراضي اللبنانية يوم الأحد المقبل، أم سيحافظ على وجود قواته في هذه المنطقة. وتجدر الإشارة إلى أن الجيش اللبناني لم ينهِ انتشاره بعد، لذلك، طلبت إسرائيل من إدارة الرئيس دونالد ترامب تمديد وقف إطلاق النار. ومن المتوقع أن تستمر الاتصالات حتى اللحظة الأخيرة.
وقبل اجتماع الكابينيت، قال مصدر رفيع المستوى في القدس إن "التقدير هو عدم انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني كله، وفي جميع الأحوال، إذا بقيت هناك، فسيكون هذا بالتنسيق مع الإدارة الأميركية". في المقابل، قال حزب الله إن "أيّ خرق لفترة الستين يوماً، سيُعتبر خرقاً للاتفاق، واعتداءً على السيادة اللبنانية، والدخول في فصل جديد من الاحتلال، وهو ما يفرض على الدولة اللبنانية مواجهته بكل الوسائل والأساليب والمواثيق الدولية من أجل استعادة الأراضي وإنقاذها من براثن الاحتلال".
وقال الناطق بلسان الحكومة الإسرائيلية دافيد منتزر أمام الإعلام الأجنبي لدى تطرُّقه إلى الموضوع "كان هناك تحركات إيجابية من الجيش اللبناني واليونيفيل اللذين سيطرا على مواقع تابعة لقوات حزب الله، حسبما ورد في الاتفاق. لقد أوضحنا أن هذه التحركات لم تكن سريعة بما في الكفاية، وهناك كثير من العمل يجب القيام به"، وأضاف أن إسرائيل تريد الاستمرار في تطبيق الاتفاق.
وذكر ثلاثة دبلوماسيين لوكالة رويترز أنه يبدو أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في أجزاء معينة من الجنوب اللبناني، حتى بعد انقضاء مدة الستين يوماً على اتفاق وقف إطلاق النار. كما ذكر مصدر سياسي رفيع المستوى أن الرئيس جوزيف عون على تواصُل دائم مع أطراف أميركية وفرنسية رسمية لمطالبة إسرائيل باستكمال الانسحاب، وفقاً للجدول الزمني المحدد.
وأشار مصدر لبناني عسكري أن "انسحاب إسرائيل يجب أن يُنجز عند الساعة الرابعة من فجر يوم الأحد، مع انتهاء الستين يوماً المحددة في الاتفاق، وسينتشر الجيش اللبناني في تلك المناطق بالتنسيق مع اليونيفيل".
أمس، نقل نداف أيال في "يديعوت أحرونوت" تحذير جهات أمنية من مغبة انتهاج إسرائيل سياسة "خطِرة"، والمماطلة بشأن انتشار الجيش اللبناني من جديد، وضرورة مواصلة الانسحاب، وفقاً لشروط وقف إطلاق النار الذي يدخل يوم الأحد يومه الستين. وبحسب الاتفاق، يجب على كل القوات الإسرائيلية الانسحاب من المنطقة، وعلى الطرف اللبناني إبعاد حزب الله، نظرياً وعملياً، إلى شمال الليطاني.
وقالت جهات إسرائيلية رفيعة المستوى: "إن الجيش الإسرائيلي مُلزم بتطبيق الاتفاق. وإذا رأى الأميركيون واللبنانيون أننا لم نلتزم بالاتفاق، فإننا نعرّض الإنجازات غير المسبوقة التي حققناها في الحرب للخطر". يكمن خلف هذا الكلام تخوّف في القدس من تعزيز موقف حزب الله، إذا لم تلتزم إسرائيل بإحراز تقدّم حيال لبنان. وهناك تقدير في المنظومة السياسية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يحاول التباطؤ وعرقلة تطبيق الانسحاب من لبنان بضغط من وزير المال بتسلئيل سموتريتش.