عودة سكان الجنوب اللبناني إلى قراهم: خلاصات أولية
المصدر
معهد دراسات الأمن القومي

معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛  وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.

  • على الرغم من إعلان إسرائيل تأجيلها الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني، مع انتهاء مهلة الستين يوماً التي اعتُبرت مرحلة أولى من تطبيق وقف إطلاق النار على الحدود اللبنانية، تحرّك الآلاف من مؤيدي حزب الله، ومن سكان القرى في الجنوب اللبناني، عائدين إلى قراهم. لقد تجاهل العائدون دعوات الجيش الإسرائيلي والجيش اللبناني إلى عدم الدخول إلى قراهم، واجتازوا حواجز الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي، ودخلوا في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في الميدان. وزارة الصحة اللبنانية أعلنت أن إطلاق القوات الإسرائيلية النار أدى إلى مقتل 24 شخصاً وجرح نحو 130. في اليوم التالي، استمرت حركة السكان، لكن بحجم أقل (قتيلان و17 جريحاً)، وبعد الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بين إسرائيل ولبنان، برعاية الولايات المتحدة، تم تأجيل الانسحاب الكامل إلى 18 شباط/فبراير. هذه التطورات تشير إلى التالي:
  1. رغبة حزب الله، في ظلّ وضعه الحالي الضعيف، هي في الامتناع من الدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل، وذلك على الرغم من تهديداته التي ضعفت بمرور الوقت، وأن صبره حيال عمليات الجيش الإسرائيلي في الجنوب اللبناني سينفذ مع نهاية الستين يوماً، التي حدُدت لإجراء الانسحاب. هذه التهديدات كررها الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في الخطاب الذي ألقاه في 27 كانون الثاني/يناير، حين أعلن رفضه فكرة تأجيل موعد الانسحاب، لكن من دون تغيير سياسة "الاحتواء" التي يمارسها الحزب حتى الآن.
  2. تبرز مساعي حزب الله من أجل العثور على وسائل تساهم في ترميم مكانته، في ضوء وضعه الحالي الصعب، وضمن هذا السياق، فهو يقدم رغبة سكان القرى من النازحين في العودة إلى منازلهم على أنها "تحركات شعبية"، من أجل تجديد وجوده في الميدان، برعايتهم وتعزيز تأييدهم له من جديد، كمدافع حقيقي عنهم، ومن خلال كشف عدم قدرة الجيش اللبناني على الدفاع عنهم بمواجهة الجيش الإسرائيلي.
  3. الحاجة الماسّة إلى تعزيز قوة الجيش اللبناني، غير القادر على القيام بالمهمة المنوطة به في الاتفاق، وهي: الانتشار في الأراضي التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي، ومنع تواجُد حزب الله في جنوبي نهر الليطاني. يمكن فهم رغبة الجيش اللبناني في عدم الدخول في مواجهة مع مواطنيه، لكن لا يمكن قبول العجز الذي يُظهره في تعامُله مع حزب الله، والذي سيدفع بالجيش الإسرائيلي، في نهاية الأمر، إلى ممارسة حرية العمل التي منحه إياها الاتفاق إزاء الحالات التي لا يقوم فيها الجيش اللبناني بإزالة انتهاكات حزب الله.
  4. من المهم إنجاز انسحاب الجيش الإسرائيلي حتى 18 شباط/فبراير للحؤول دون وقوع احتكاكات لا لزوم لها بسكان القرى في الجنوب اللبناني، ومن أجل المحافظة على التأييد الأميركي للموقف الإسرائيلي والسماح بعودة سكان إسرائيل الذين نزحوا في الموعد الذي حددته الحكومة (الأول من آذار/مارس).

 

 

المزيد ضمن العدد