من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن إسرائيل تقوم بإنشاء مواقع عسكرية جديدة في الأراضي السورية، وهو ما يثير مخاوف محلية من توسيع رقعة الاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت الصحيفة أنه عندما اقتحم الجيش الإسرائيلي القرى السورية في كانون الأول/ديسمبر الماضي، قال الجنود الإسرائيليون للسكان إن وجودهم سيكون موقتاً، بهدف مصادرة الأسلحة وتأمين المنطقة بعد انهيار نظام الرئيس بشار الأسد، إلّا إن المركبات التي تبعت ذلك تشير إلى احتمال بقاء أكثر استدامةً للجيش الإسرائيلي.
ونقلت "واشنطن بوست" عن رئيس بلدة جباتا الخشب الذي شاهد القوات الإسرائيلية تشيد موقعاً عسكرياً جديداً على حافة قريته، قوله: "إنهم يبنون قواعد عسكرية، فكيف سيكون هذا موقتاً؟".
وقالت الصحيفة إنها اطّلعت على صور للأقمار الصناعية تُظهر أكثر من خمسة من المباني والمركبات في قاعدة إسرائيلية محاطة بجدران مع وجود بناء شبه متطابق على بُعد خمسة أميال صوب الجنوب. وتربط طريق جديدة كلا الموقعين بأراضٍ في هضبة الجولان المحتلة منذ سنة 1967. وهناك منطقة خالية أُخرى واضحة على بُعد عدة أميال عن الجنوب، ويقول الخبراء إنها تمهّد لبناء قاعدة عسكرية ثالثة، على ما يبدو.
وقال وليام جودهيند، وهو محلل الصور في موقع "كونتراستد غراوند"، للصحيفة الأميركية إن الموقعين الجديدين اللذين يقعان داخل ما كان حتى وقت قريب أرضاً خاضعة للسيطرة السورية، يبدو أنهما قاعدتان للمراقبة الأمامية تشبهان في بنيتهما وأسلوبهما تلك القاعدة الموجودة في الجزء الذي تسيطر عليه إسرائيل من هضبة الجولان. وأضاف أن القاعدة الموجودة في جباتا الخشب مطورة بشكل كامل، في حين يبدو أن القاعدة الموجودة في الجنوب هي في قيد الإنشاء. وقال إن القاعدة الأولى ستوفر رؤية أفضل لقوات الجيش الإسرائيلي، في حين أن الأخيرة تتمتع بوصول أفضل إلى شبكة الطرقات في المنطقة، مثلما هي الحال بالنسبة إلى قاعدة ثالثة، إذا ما تم بناؤها على مساحة الأرض "المطهرة" في أقصى الجنوب.
وكانت الدبابات وقوات الجيش الإسرائيلي اقتحمت "خط ألفا" الذي يمثل حدود وقف إطلاق النار على مدار أعوام نصف القرن الماضية، وذلك بعد ساعات من تداعي حُكم بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي، ودخلت إلى المنطقة العازلة التي تشرف عليها الأمم المتحدة داخل الأراضي السورية، وفي بعض الأحيان تجاوزتها.
وأشارت "الواشنطن بوست" إلى أن القوات الإسرائيلية تذهب وتعود إلى المنطقة العازلة الواقعة على مساحة 90 ميلاً مربعاً، والتي يُفترض أنها منزوعة السلاح، وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسورية سنة 1974. وقالت إسرائيل إنها ترى أن هذا الاتفاق أصبح ملغىً بعد سقوط نظام الأسد.
وكانت إسرائيل استولت، يوم 9 كانون الأول/ديسمبر الماضي، على المنطقة السورية العازلة، مستغلةً إسقاط نظام بشار الأسد قبل ذلك بيوم، واحتلت أيضاً مناطق تتجاوز المنطقة العازلة في عُمق الأراضي السورية. كذلك، استغلت إسرائيل هذه التطورات، وشنّت مئات الغارات الجوية، ودمرت خلالها طائرات حربية وصواريخ متنوعة وأنظمة دفاع جوي في مواقع عسكرية عديدة في أنحاء سورية.
كذلك، تجدر الإشارة إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس سبق أن أكد، خلال زيارة قام بها لمواقع الجيش الإسرائيلي في قمة جبل الشيخ السوري، يوم 28 كانون الثاني/يناير الماضي، أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في المنطقة التي احتلها مؤخراً في جنوب سورية فترة غير محددة، وذلك لضمان أمن سكان إسرائيل.
كما شدّد كاتس على أن إسرائيل لن تسمح لقوات معادية بالتمركز في جنوب سورية، مشيراً إلى مساعٍ إسرائيلية لتعزيز العلاقات مع السكان المحليين، وخصوصاً مع الطائفة الدرزية.
وذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية، حينها، أن كاتس أجرى تقييماً للوضع الأمني في المنطقة، واستمع إلى تقارير بشأن العمليات الميدانية التي تنفّذها قوات الجيش الإسرائيلي في الأراضي السورية.
ونقل البيان عن كاتس قوله: "لن نعود إلى واقع ما قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ولن نعتمد على الآخرين في الدفاع عن أنفسنا، سواء هنا، أو في أيّ مكان آخر. ولن نسمح لقوات معادية بالتمركز في منطقة الأمن، في الجنوب السوري، ومن هناك، وحتى محور السويداء - دمشق". وأضاف: "سنعزز العلاقات مع السكان المحليين لتحقيق حُسن الجوار، مع التركيز على الطائفة الدرزية الكبيرة التي تربطها علاقات تاريخية وعائلية بالدروز مواطني دولة إسرائيل، الذين تلتزم دولة إسرائيل تجاههم".
وبالتزامن مع زيارة كاتس هذه، أعلن الجيش الإسرائيلي نقل وتركيب معدات في المنطقة السورية العازلة، بهدف مساعدة الجنود على البقاء في ظروف جوية قاسية خلال فصل الشتاء، استعداداً للبقاء في المنطقة فترات طويلة. وأشار الجيش الإسرائيلي إلى إنشاء بنية تحتية ومعدات قادرة على تحمُّل الظروف الجوية المختلفة.