إعلان ترامب الدراماتيكي، الدلالات، والعقبات، والفرص
تاريخ المقال
المصدر
معهد دراسات الأمن القومي
معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛ وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.
- إعلان الرئيس ترامب الذي أقام الدنيا وأقعدها، ومفاده أن الولايات المتحدة ستمتلك قطاع غزة، وستؤيد نقل 1.8 مليون نسمة من سكان غزة إلى دول أُخرى لأن ليس لديهم بديل آخر، وستقوم بإعادة إعمار القطاع وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" خلال فترة تتراوح بين 10 و15 عاماً، هذا الإعلان ليس أقل من انقلاب تاريخي على عشرات السنوات من التصورات الدبلوماسية السائدة. وما لا يقل دراماتيكيةً ربما هو رفضه القول إن الولايات المتحدة تعترف بالسيادة الإسرائيلية على الضفة، وإعلانه أن الولايات المتحدة ستُصدر إعلاناً رسمياً في هذا الشأن في غضون شهر.
- إن العقبات العملية التي تعترض خطة الرئيس، والتي لا يمكن تجاوُزها، موجودة لدى الفلسطينيين أنفسهم، وخصوصاً الغزّيين، والعالم العربي عموماً، وفي الساحة الدولية. حتى في داخل الولايات المتحدة نفسها، هناك معارضة شرسة للخطة. والقضية لا تتعلق فقط بجدوى مشروع عقاري هائل، بل تتعلق بمعتقدات أساسية للفلسطينيين، وللعالم العربي، وأيضاً بمبادىء وُضعت حتى الآن لحلّ النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني.
- صحيح أن الرئيس الأميركي يفكر من خارج الصندوق، ويحاول إيجاد حلول خلّاقة لمشكلات فشل التفكير الدبلوماسي في إيجاد حلول لها طوال عشرات السنوات. ومع ذلك، تدلّ هذه المبادرة، التي من المحتمل أنها لم تستند إلى عمل طواقم من الموظفين، على إيمان ترامب بأن إنجازات عودته إلى البيت الأبيض والقوة التي يُظهرها منذ ذلك الحين، ستساعدانه على فرض رغباته وتحويلها إلى سياسة معتمدة.
- في غضون ذلك، تنطوي هذه المبادرة على مخاطر، ففي المدى القصير، يمكن أن تُلحق الضرر بتنفيذ صفقة المخطوفين، وفي المدى البعيد، يمكن أن يؤثر فشلها في مفاقمة عدم الاستقرار الإقليمي. لكن في المقابل، من المحتمل أيضاً أن تدفع الطرفين إلى إعادة فحص المواقف الراسخة، وكذلك، من الممكن أن تقوّض النظام بصورة دراماتيكية، وربما تفتح آفاقاً جديدة.