وصف مصدر رفيع المستوى في حاشية رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الزيارة للولايات المتحدة بأنها ناجحة للغاية وفاقت كل التوقعات والتطلعات، وتوقّع أن تكون لها تداعيات كبيرة للغاية حيال مستقبل دولة إسرائيل.
وأضاف المصدر نفسه أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طرح حلولاً عبقرية للمشاكل التي ترافق إسرائيل منذ نشأتها. وفيما يخص السياسة الداخلية، أكد المصدر أن الجميع يدرك اليوم أن إسقاط حكومة يمينية في ظل ولاية ترامب هو خطوة عديمة المسؤولية. وشدّد على أن إسرائيل مقبلة، حالياً، على سنتين يمكن فيهما قيادة تغييرات تاريخية، ولا يجوز تفويت الفرصة.
ولاقت تصريحات ترامب تفاعلاً في الساحة السياسية الإسرائيلية وسط ترحيب كبير بدعوته إلى تهجير سكان قطاع غزة إلى دول أُخرى.
وصرّح وزير الأمن القومي السابق إيتمار بن غفير [رئيس حزب "عوتسما يهوديت"] بأن فرص عودة حزبه إلى الحكومة زادت كثيراً الآن.
وقال بن غفير في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، أمس (الأربعاء)، إن الكرة في ملعب نتنياهو، وإذا ما بدأ بتطبيق أفكار ترامب، قاصداً، كما يبدو، ترحيل سكان قطاع غزة، فإنه سيجده إلى جانبه. وكان حزب "عوتسما يهوديت" طرح هذا الأسبوع مشروع قانون لتشجيع الهجرة الطوعية من قطاع غزة إلى دول أُخرى بواسطة منح حزمة مساعدات اقتصادية. ومن المرتقب أن تناقش اللجنة الوزارية لشؤون سن القوانين مشروع القانون هذا يوم الأحد المقبل.
وكان بن غفير استقال من منصبه بحجة رفضه الصفقة الأخيرة التي جرى التوصل إليها مع حركة "حماس"، لكنه أبقى الباب مفتوحاً أمام احتمال العودة لاحقاً، وقد تُعزز تصريحات ترامب هذا الاحتمال.
من جانبه، قال وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش [رئيس حزب "الصهيونية الدينية"] إن الخطة التي عرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب هي الجواب الحقيقي عن مجزرة 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ومَن ارتكب هذه المجزرة المروعة سيجد أنه يفقد أرضه إلى الأبد.
وأضاف سموتريتش في بيان صادر عنه أمس، أنه يجب دفن فكرة الدولة الفلسطينية نهائياً، وأكد ضرورة عدم المس بحكومة اليمين.
وتوالت ردات الفعل من جهات في المعارضة أيضاً، فكتب رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان عبر حسابه في منصة "إكس": "أشكر الرئيس ترامب على التزامه المطلق أمن إسرائيل، والتزامه إطلاق جميع المخطوفين الإسرائيليين، وإيجاد حل عادل في قطاع غزة، يمر عبر شبه جزيرة سيناء، وبالتعاون مع مصر، للقضاء على حُكم ’حماس’، وكذلك على موقفه الصارم ضد تهديدات إيران".
وقال رئيس "المعسكر الرسمي" عضو الكنيست بني غانتس إن تصريحات الرئيس ترامب دليل آخر على التحالف العميق بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وأضاف غانتس في بيان صادر عنه أمس: "أظهر الرئيس ترامب، وليس لأول مرة، أنه صديق حقيقي لإسرائيل، وسيواصل الوقوف إلى جانبها في القضايا المهمة لتعزيز أمنها. وفي تصريحاته، قدم تفكيراً إبداعياً، أصلياً ومثيراً للاهتمام، يجب دراسته إلى جانب تحقيق أهداف الحرب، وإعطاء الأولوية لإعادة جميع المخطوفين".
أمّا رئيس حزب "يوجد مستقبل" وزعيم المعارضة يائير لبيد، فقال في مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي ["غالي تساهل"] أمس: "ما زلنا لا نفهم تماماً تفاصيل القنبلة التي ألقاها ترامب، لكن بشكل عام، كان المؤتمر الصحافي جيداً جداً لإسرائيل".
وصدر أمس بيان عن منتدى عائلات المخطوفين الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، عقب تصريحات ترامب ونتنياهو، أعرب عن دعمه لهما.
ومما جاء في البيان: "إننا ندعم صنّاع القرار في الولايات المتحدة وإسرائيل، الذين تم بفضل خطواتهم المهمة والقيادية إنقاذ حياة 18 مخطوفاً حتى الآن". ودعا المنتدى رئيس الحكومة نتنياهو والرئيس ترامب إلى مواصلة الضغط لإعادة جميع المخطوفين في الاتفاق الحالي، في الموعد المحدد وبشكل واضح مسبقاً، وختم قائلاً: "ليس فقط يمكن إتمام الصفقة، بل أيضاً يجب إتمام الصفقة".