فرضُ السيادة على المنطقة "ج" سيضمن عدم تكرار "فظائع" سمحات هتوراه في عفولة وكفرسابا
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

  • العالم مشغول بتصريح ترامب بشأن غزة، لكنه قليل الاهتمام بكلام آخر مهم، أخلاقياً وعملياً، في المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس في ختام القمة. لقد سأل مندوب مجموعة "القناة السابعة" يوني كمبينسكي ترامب عمّا إذا كان يؤيد فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، فكان جوابه: "إن الناس يحبون هذه الفكرة، لم أتّخذ موقفي إزاء المسألة، وسنُصدر بياناً بشأن هذا الموضوع المحدد في غضون الأسابيع الأربعة المقبلة".
  • غزة من دون "حماس" هي أمنية كل إسرائيلي، لكن الضفة الغربية أهم منها، بالنسبة إلى الأمن القومي. وبغض النظر عن حقوقنا التاريخية في كل أرض إسرائيل التاريخية، حيث تشكلت هوية الشعب اليهودي وديانته وقوميته، فإن تطبيق السيادة الإسرائيلية على هذه المنطقة من الأرض، تحديداً الآن، سيكون بمثابة الإعلان: أننا استوعبنا (أخيراً) دروس 7 أكتوبر. حتى الذين اعتقدوا أن الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي احتُلت في سنة 1967 هو الصيغة لحلّ النزاع الدموي اليهودي- الفلسطيني، تلقوا صفعة قوية بصورة لا يمكن تصوُّرها. لقد أزالت إسرائيل 21 مستوطنة مزدهرة في قطاع غزة [في عملية الانسحاب الأحادي الجانب من القطاع في سنة 2005]، وأعطتها للفلسطينيين. لقد كان هذا بمثابة تجربة مثالية لتطبيق صيغة اليسار الإسرائيلي  "الأرض في مقابل السلام" . وعلامَ حصلنا في المقابل؟ 20 عاماً من "الإرهاب"، وجولات من القتال العنيف، كل عامين، أو ثلاثة أعوام، وعمليات خطف، وأخيراً، أكبر كارثة شهدها تاريخ الدولة.
  • الدرس صارخ:  التنازل عن أراضي الوطن يُبعد السلام، ومن المؤكد أنه لا يقرّبه. وفي المقابل، إن فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية سيمنع قيام دولة "إرهابية" عربية نسخة من غزة- في قلب البلد. بناءً على ذلك، فإن فرض السيادة هو السبيل إلى ضمان عدم تكرار فظائع سمحات هتوراه [7 أكتوبر] في العفولة والخضيرة وكفرسابا وموديعين، وفي القدس وبئر السبع.
  • لقد تحدث ترامب عن سيادة إسرائيل على كل أراضيها، لكن تنفيذ ذلك يجب أن يبدأ من المنطقة ج، إذا كان، هو وطاقمه، من "محبّي الفكرة". هذه المنطقة تشمل 60% من أراضي الضفة الغربية، ويسكن فيها نحو 250 ألف فلسطيني. يمكننا  أن نعطي هؤلاء الهوية الإسرائيلية الكاملة، مثل تلك التي يتمتع بها العرب من سكان دولة إسرائيل، ويجب إصدار تشريعات في هذا الشأن مسبقاً. كذلك، حان الوقت لإعادة إحياء فكرة توحيد المنطقتين "أ" و"ب" مع المملكة الأردنية، من خلال إنشاء ممرات تواصُل واسعة تعبر المناطق الخاضعة للسيادة الإسرائيلية.
  • في العودة إلى غزة. إن "خطة" الرئيس ترامب غير جدية، بحسب افتتاحية رئاسة تحرير "هآرتس" في الأمس. موافق. وماذا بشأن الاقتراح الذي اقترحته الافتتاحية "الموافقة على السلطة الفلسطينية كبديل من سلطة "حماس"؟ هل هو جدّي فعلاً؟
  • تقاتل إسرائيل "حماس" منذ عشرات السنوات، ولم تقدر عليها. حتى في الجولة الحالية، وبعد 17 شهراً من المعارك الدامية، لا تزال "حماس" هي التي تفرض علينا شروط الخنوع في صفقات الرهائن، بما في ذلك وقف الحرب والانسحاب من كل الأراضي في القطاع. وما لم ينجح في إنجازه جيش كبير ومجهز بوسائل القتال الحديثة مع "حماس"، هل ستتمكن السلطة الفلسطينية من القيام به؟

...

 

المزيد ضمن العدد