تقرير/ "نيويورك تايمز": ترامب لم يعقد أيّ اجتماعات، ولم يقم بإجراء أيّ مناقشات، أو باستكشاف أيٍّ من الجوانب العملية أو القانونية لاقتراحه بشأن تولّي ملكية قطاع غزة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

قال تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، أول أمس (الأربعاء)، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يعقد أيّ اجتماعات، ولم يقم بإجراء أيّ مناقشات، أو باستكشاف أيٍّ من الجوانب العملية، أو القانونية، لاقتراحه بشأن تولّي ملكية قطاع غزة ونقل مليونَي نسمة من سكانه، قبل إعلانه في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في بحر الأسبوع الحالي.

مؤخراً، طرح ترامب، مراراً وتكراراً، فكرة أن تستقبل مصر والأردن بعض اللاجئين من غزة في أثناء إعادة إعمار القطاع، وهي الفكرة التي رفضها هذان البلدان. لكن يوم الثلاثاء الماضي، ذهب الرئيس الأميركي الجديد إلى أبعد من ذلك خلال الإدلاء ببيان لوسائل الإعلام في البيت الأبيض إلى جانب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، عندما اقترح أن تتولى الولايات المتحدة قطاع غزة، ونقل سكان القطاع إلى بلاد أُخرى.

ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإن إدارة ترامب لم تقم، قبل هذا الإعلان، حتى بالتخطيط الأساسي لفحص إمكانات تنفيذ مثل هذا المقترح والقدر المحتمل لانخراط الولايات المتحدة فيه. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لم تكشف عن أسمائهم أنه لم يكن هناك اجتماعات مع البنتاغون، أو وزارة الخارجية، لمناقشة مثل هذا المقترح، فضلاً عن عدم وجود تقديرات لأعداد القوات المطلوبة، أو تقديرات التكلفة، أو حتى مخطط لكيفية عملها.

وقال أحد المسؤولين الأميركيين للصحيفة إن ترامب لم يذكر قط مشاركة القوات الأميركية في غزة، قبل إعلانه يوم الثلاثاء. وقال مسؤولون آخرون للصحيفة إنهم يتوقعون أن تتلاشى فكرة ملكية غزة بهدوء، عندما يصبح من الواضح لترامب أنها غير قابلة للتطبيق.

وعندما سُئل في المؤتمر الصحافي، يوم الثلاثاء، عن الإجراءات التي من شأنها تمكين الولايات المتحدة من السيطرة على أرض أجنبية، قال ترامب فقط إن هذا القرار لم يُتخذ باستخفاف، وأكد أن كل مَن تحدث إليهم أحبّوا فكرة امتلاك الولايات المتحدة تلك القطعة من الأرض.

في موازاة ذلك، قال نتنياهو خلال مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الأميركية "فوكس نيوز": "لا أعتقد أن ترامب تحدث عن إرسال قوات أميركية لإكمال مهمة تدمير ’حماس’، فهذا هو التزامنا، وهذه هي وظيفتنا، ونحن ملتزمون بها تماماً. ولا أعتقد أيضاً أنه قال إنه سيمول ذلك. لقد قال إن الدول المجاورة، الدول الغنية، ستفعل ذلك".

هذا، وذكر تقرير نُشر في موقع "زمان يسرائيل" الإلكتروني العبري، أول أمس، أن الخطوط العريضة لمقترح ترامب طرحها جوزف بيلزمان، وهو أستاذ في جامعة جورج واشنطن الأميركية، ضمن مقال نشره في تموز/يوليو 2024 بعنوان "خطة اقتصادية لإعادة بناء غزة".

ويحدّد المقال خطة لدول وشخصيات خارجية للاستثمار في إعادة بناء غزة، بموجب عقد إيجار مدته 50 عاماً، وبعد ذلك، يتم تناوُل مسألة منح السيادة للسكان. ووفقاً للخطة، فإن التركيز الأساسي لإعادة الإعمار سيكون على قطاع السياحة، بما في ذلك بناء الفنادق على شاطئ البحر.

وقال بيلزمان في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في آب/أغسطس 2024، إن مقاله ذهب إلى مؤيدي ترامب لأنهم كانوا أول مَن اهتم به، وكان على رأسهم صهر ترامب، جاريد كوشنر، الذي أكد بيلزمان أنه يريد استثمار أمواله في الخطة.

وأضاف بيلزمان أنه بموجب خطته، سيتم إخلاء قطاع غزة بالكامل، وأشار إلى أن الولايات المتحدة يمكن أن تضغط على مصر لقبول اللاجئين من غزة، لأن مصر دولة مفلسة، وعليها ديون كبيرة للولايات المتحدة.

وكان كوشنر، الذي عمل مستشاراً كبيراً في إدارة ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى، لكنه ما زال، حتى الآن، خلف كواليس إدارة الولاية الرئاسية الثانية، أكد في شباط/فبراير 2024 أن العقارات الواقعة على الواجهة البحرية في غزة قد تكون ذات قيمة كبيرة.

وتم انتقاد تصريحات كوشنر على نطاق واسع في ذلك الوقت، وأكد بعض المنتقدين أن كوشنر يريد طرد السكان الفلسطينيين وتطوير الأرض بشكل خاص من دون سكانها، وردّ هذا الأخير على تلك الانتقادات، مشيراً إلى أنه قصد فقط الكلام عن قيام حركة "حماس" ببناء أنفاق تحت الأرض وإقامة بنى تحتية هجومية، بدلاً من تعزيز الاقتصاد السلمي.

 

المزيد ضمن العدد