نتنياهو يفتح "أبواب جهنم" على المخطوفين
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

المؤلف
  • بعد مضيّ أكثر من عام، كان من الواضح خلالها أن ضغط الحرب لا يقود إلى تحرير المخطوفين، إنما يقتلهم، يعود رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى النقطة نفسها بالضبط. فالعملية العسكرية المفاجئة التي ألحقت الضرر فعلاً بجهود "حماس" في إعادة بناء قدراتها، يمكن أن تكلفنا ثمناً كبيراً، هو موت مخطوفين. وهذه النتيجة لا تُحتمل.
  • إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو غير قادر على اتخاذ قرار قيادي واحد، جاد وواضح، لا شك فيه، ويوجد حوله إجماع جماهيري كامل: إعادة المخطوفين أولاً، وتأجيل الخطوات الأُخرى إلى مراحل لاحقة. القرار الإسرائيلي بشأن الاستمرار في القصف يعمّق الفخ غير المحتمل، الذي نعيشه ما بين حياة المخطوفين والحرب الأبدية.
  • إن إسرائيل، بقيادة نتنياهو، في متاهة أمنية - سياسية غير مسبوقة. إسرائيل عالقة كلياً. والدعم الأميركي الكبير الذي يمنح أيضاً أداة ضغط استثنائية للقيام بتغيير دراماتيكي في المنطقة، هو الآخر جزء من صورة مختلة ليس لها أيّ هدف، باستثناء الانشغال بنفسها. من المهم لنتنياهو أن يُظهر لترامب أنه يمكن القيام بشيء مع "أبواب جهنم"؛ لكن عملياً، بعد أن قتلت إسرائيل أكثر من 40.000 شخص، هم في أغلبيتهم، "إرهابيون"، فإن بضعة آلاف أُخرى لن تحلّ المشكلة في غزة وتمنح إسرائيل إنجازاً دراماتيكياً. المؤكد هو أن الأميركيين سيتعبون، والفرص الدبلوماسية ستضيع.
  • بعد الحرب الأكثر تركيباً، والأطول في تاريخنا، يبدو كأن نتنياهو لا يزال متمسكاً بطبيعته: يقفز بين محاولة طرح القتال على أنه جهد لتحقيق أهداف الحرب، في الوقت الذي يبدو أنه لا يريد تحقيق هذه الأهداف فعلاً، وبين الهدف الأعلى، وهو بقاؤه السياسي المتعلق بالشركاء الإشكاليين المسيانيين. لا يملك نتنياهو أيّ خطة، وكل أفعاله هي مجرد خليط من الظروف المحيطة به، كشخص يغرق ويضرب الماء بكل قوته، لكنه يفقد القدرة على السيطرة على الواقع، بالتدريج، ويغدو الواقع أكثر تركيباً بشكل يجعل من الصعوبة بمكان إيجاد المنطق الخاص به. هذا الوضع لا يُحتمل، وإسرائيل تُدار من دون ثقة داخلية، أو خارجية. ويمكن أن يقود الاندفاع إلى الفراغ إلى خسارة كاملة.
  • اليوم، وبعد عام ونصف العام على الصباح المؤلم، حين تم إخضاعنا على يد عدونا الأضعف، تبتعد إسرائيل عن "الانتصار المطلق"، ليس بسبب قوة "حماس"، إنما بسبب ضُعف قيادتنا. إن حالة عدم وجود الاستراتيجيا، ومحاولات كسب الوقت تتميز بعدم اتخاذ القرارات بأيّ شأن، وترك الباب مفتوحاً أمام كل الخيارات، وعدم إغلاق أيّ جبهة، من دون تحرير المخطوفين، ومن دون التقدم في أيّ خطوة دبلوماسية - ببساطة، الإبقاء على الفوضى بشكل يترك لنتنياهو أكبر قدر ممكن من الليونة. وفي الأساس، يتّخذ نتنياهو نصف قرارات صغيرة لا تقود إلى أيّ إنجاز حاسم. ومن أجل السماح بذلك، تدفع الحكومة بعملية تفكيك ممنهجة للنظام، وحراس التخوم، وتُزعزع الوضع بشكل يومي.
  • المشكلة المركزية هي إعادة المخطوفين، بدلاً من اتخاذ القرار بوضع إعادتهم على رأس سلّم الأولويات، وتأجيل العودة إلى القتال إلى مرحلة لاحقة لأن المخطوفين لن يتحمّلوا، يتّخذ نتنياهو نصف قرار بشأن المرحلة (أ)، ويحاول بعدها مع حظه بنصف قرار بشأن "المرحلة (أ) مجددة". وعندما يفشل هذا النصف قرار، يتهمون "حماس" ويعرضون تفسيراً بأن أغلبية المخطوفين عادت. طبعاً، هذا التفسير "ممتاز" للعائلات والأعزاء الذين تُركوا لمصيرهم الآن.
  • عملياً، نحن أمام قيادة فاشلة للحرب. الجيش بعيد كل البعد عن العودة إلى كفاءته، وجنود الاحتياط مُستنزفون، والاقتصاد في وضع صعب، والشعب في حالة استقطاب، بعد عودة الانقلاب الدستوري بكل قوة، فضلاً عن إزاحة حراس التخوم من مكانهم. إن وضع دولة إسرائيل خطِر جداً، ونحن على أعتاب انفجار داخلي خطِر.