يصل الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، عاموس هوكشتاين، الأسبوع المقبل إلى لبنان لإجراء جولة محادثات حاسمة في ضوء تهديدات حزب الله. وقالت وزيرة الطاقة كارين ألهرار في مقابلة مع "يديعوت أحرونوت" إن "إسرائيل قدمت عرضاَ جدياً للمرة الأولى منذ بدأنا جولة المحادثات."
وتابعت: "هناك فرصة ذهبية للبنان للتوصل إلى إنهاء النزاع على الحدود البحرية وتطوير مخزون الغاز بما يخدم المصالح الاقتصادية للبنان. أنا أدعو الشعب اللبناني ألاّ يترك العناصر المتطرفة تعرقل الاتفاق. يتعين على لبنان أن يختار بين البقاء مدمراً اقتصادياً أو الانضمام إلى الدول المنتجة للغاز في المنطقة. الكرة الآن بين يدي اللبنانيين."
يصل هوكشتاين يوم الأحد في أهم زيارة له منذ بدء الوساطة بين الدولتين، وعلى خلفية تهديدات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بشن حرب إذا لم يحصل لبنان على حقوقه. في المقابل تضغط إسرائيل على الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق قبل بدء استخراج الغاز من حقل كاريش خلال الربع الأخير من السنة (من أيلول/سبتمبر حتى كانون الأول/ديسمبر).
وخلال الزيارة من المنتظر أن يلتقي هوكشتاين رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس البرلمان نبيه بري، وطاقم المفاوضات اللبناني. وكان طاقم المفاوضات الإسرائيلي قد تحدث هذا الأسبوع من خلال الزوم مع هوكشتاين، وفي الأمس نقل إليه الاقتراح الإسرائيلي بشأن ترسيم خط الحدود البحرية بين الدولتين. ويقول مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى إن الاقتراح جديّ للغاية ويمكنه أن يغيّر الوضع في لبنان المدمر اقتصادياً ويحولّه إلى دولة قادرة على إنتاج الغاز. لقد استغرق اللبنانيون وقتاً كي يدركوا أنهم يريدون هذا على الرغم من الأطراف المعرقلة بالأساس من جهة حزب الله. وفي رأي هذه المصادر فإن المقترح الذي قدمه اللبنانيون إلى هوكشتاين هو "نقطة بداية".
حالياً ينتظرون في إسرائيل بفارغ الصبر نتائج محادثات هوكشتاين في لبنان ويأملون حدوث اختراق. وإذا حدث فعلاً تقدم مهم فمن المحتمل أن يطلب هوكشتاين من الطرفين الاجتماع في الناقورة القريبة من الحدود. ومع ذلك يقول مسؤولون رفيعو المستوى في إسرائيل: "لن نعارض الاجتماع في الناقورة إذا توصلنا إلى مرحلة متقدمة وأصبحنا على وشك الوصول إلى النهاية."
يتناول الاقتراح الإسرائيلي أيضاَ مسألة هوية الشركة التي ستنفذ عمليات التنقيب. ومن الاحتمالات أن تكون شركة توتال الفرنسية هي التي ستحفر في منطقة الحدود لمصلحة الدولتين لمنع مشكلات التنسيق والقيام بتقسيم عادل للأرباح من المنطقة المتنازع عليها.
وزيرة الطاقة ألهرار، قالت إنه لأول مرة تقدم إسرائيل اقتراحاً إلى الوسيط الأميركي وأضافت: "إنها مصلحة إسرائيلية ستؤدي إلى استقرار المنطقة. تجري إسرائيل مفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق، وكلي أمل بأن حكومة لبنان ستعمل بالطريقة نفسها." وتابعت: "هناك أطراف في لبنان معرقلة وآمل التوصل إلى اتفاق، نحن مهتمون بالتوصل إليه. قدمنا اقتراحنا من أجل التوصل إلى حل. يعاني لبنان من أزمة طاقة ومن نقص كبير في الكهرباء، ولديه فرصة لتطوير مخزونه واستخراج الغاز والحصول على مصدر للطاقة، ويمكن التوصل إلى اتفاق."
في إسرائيل لا يعبّرون عن تأثرهم بتهديدات نصر الله، وتعتقد المؤسسة الأمنية أن هذه التهديدات تؤشر إلى إدراك نصر الله قرب توصل الدولتين إلى اتفاق، وفي حالة كهذه يمكنه الادعاء أنه جرى التوصل إلى اتفاق جيد بفضل تهديداته. من جهة أُخرى، فإسرائيل لا تخاطر وهي تزيد من جهوزيتها لإحباط محاولات حزب الله مهاجمة منصة الغاز.
فيما يتعلق بحقل الغاز كاريش، تكذّب إسرائيل التقارير التي اقترحت نقل المنصة وتقريبها من إسرائيل. ووفقاً لمسؤول رفيع المستوى لا علاقة بين الخلاف مع لبنان وبين حقل كاريش. فالمقصود حقل إسرائيلي ومنصة إسرائيلية كانت دائماً في المياه الإسرائيلية وهي موجودة جنوبي المنطقة التي من المفترض أن يسيطر عليها لبنان.