تقرير: الرقابة العسكرية الإسرائيلية ترفع حظراً كان مفروضاً على استخدام الجيش منذ عدة أعوام لطائرات هجومية مسيّرة من دون طيار لتنفيذ مهمات عملانية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

رفعت الرقابة العسكرية الإسرائيلية أمس (الأربعاء) حظراً كان مفروضاً على استخدام الجيش الإسرائيلي لطائرات هجومية مسيّرة من دون طيار لتنفيذ مهمات عملانية، واعترفت رسمياً لأول مرة بأن الجيش الإسرائيلي لديه طائرات مسيّرة هجومية، وهو يستخدمها بالفعل منذ عدة أعوام.

وقالت الرقابة العسكرية في بيان عمّمته على مراسلي الشؤون العسكرية: "لم يعد ثمة مانع من نشر هذه الحقيقة، لأنه من غير المتوقع أن تُلحق أي ضرر بالقدرات العسكرية للجيش، أو بأساليب عمله".

وقال مصدر رفيع المستوى في الرقابة العسكرية إنه على الرغم من رفع الحظر عن نقل تقارير متعلقة باستخدام الطائرات المسيّرة المسلحة، فإن نشر تقارير بشأن التفاصيل الفنية أو العمليات سيظل خاضعاً للمراقبة قبل الموافقة على نشرها.

يُذكر أن إسرائيل لديها أحد أكبر أسراب الطائرات المسيّرة في منطقة الشرق الأوسط، وهي كذلك من بين أكبر المصدّرين في المنطقة لتكنولوجيا الطائرات المسيّرة، بما في ذلك الهجومية، أو التي تُستخدم لأغراض الاستطلاع. ووفقاً للمعلومات المتوفرة، فإن الجيش الإسرائيلي يستخدم بشكل أساسي ثلاثة أنواع من الطائرات المسيّرة لأغراض هجومية، وهي "هيرمس 450"، المعروفة إسرائيلياً باسم "زيك"، والتي تُصَنّعها شركة "إلبيت" الإسرائيلية، و"هيرمس 900"، وتُعتبر الطراز الأكبر والأكثر تطوراً من "زيك"، بالإضافة إلى طائرات مسيّرة من طراز "إيتان" تصنعها شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية.

وجاء هذا الكشف في ظل تقارير متواترة بشأن استخدام الجيش الإسرائيلي طائرات مسيّرة هجومية في كل من قطاع غزة وسورية ولبنان، بالإضافة إلى تقارير بشأن بيع إسرائيل مسيّرات هجومية لأذربيجان وقيام هذه الأخيرة باستخدامها في حربها ضد أرمينيا، والتي اندلعت في أيلول/سبتمبر 2020، ويبدو أن النشر في الوقت الحالي يشكل محاولة إسرائيلية لتخويف إيران وحزب الله.

وكانت تقارير لوسائل إعلام أجنبية أفادت بأن إسرائيل تستخدم المسيّرات منذ أكثر من 15 عاماً، بما في ذلك في أثناء حرب لبنان الثانية سنة 2006، وفي جميع الهجمات التي شنتها في قطاع غزة خلال الأعوام الماضية. كما أشارت تقارير في شباط/فبراير الماضي إلى أن إسرائيل نفّذت هجوماً بـ6 طائرات مسيّرة هجومية استهدف مستودعاً في إيران، وأدى إلى تدمير مئات الطائرات المسيّرة الهجومية الإيرانية.

وأكدت التقارير نفسها أن الشركات الإسرائيلية، وفي مقدمتها "إلبيت" وشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، باعت في الأعوام الأخيرة طائرات مسيّرة هجومية للعديد من البلاد، كان آخرها المغرب الذي وقّع مع إسرائيل اتفاقية لشراء طائرات مسيّرة وتفاهمات لتصنيعها مستقبلاً في المغرب.

وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 أن الجيش الإسرائيلي استخدم مسيّرة "زيك" في معظم عمليات الاغتيال التي نفّذها في قطاع غزة وسورية. وأشارت القناة إلى أن هذه المسيّرة قادرة على حمل صاروخ صغير ودقيق، ولا يسبب ضرراً للأماكن المحيطة بالهدف، كما أنها قادرة على تعقُّب مركبات متحركة واستهدافها بدقة.

 

المزيد ضمن العدد 3835