الفلسطينيون دائماً يأتون في آخر الصف
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • من المنتظر أن يزور الرئيس جو بايدن اليوم مستشفى أوغوسطا فيكتوريا في القدس الشرقية، وبعدها سيزور بيت لحم، وهناك سيلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. هذا جيد وجميل، نظراً إلى العلاقات المتكدرة التي سادت علاقة الزعامة الفلسطينية بإدارة دونالد ترامب. الفلسطينيون، مثلهم مثل الإسرائيليين، لا يتوقعون سماع رؤيا سياسية لها علاقة، ولو بصورة غير مباشرة، بالنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، الذي يسمى في الأعوام الأخيرة "القضية الفلسطينية"، كأنه لا يوجد هنا نزاع بين طرفين، بل هي مشكلة طرف واحد فقط.
  • هذه المرة مجدداً سيتعين على الفلسطينيين وضع أحلامهم بالدولة المستقلة وأملهم الضعيف باستئناف المفاوضات الدبلوماسية على الرف، والاكتفاء ببضع بادرات حسن نية، أغلبيتها اقتصادية، بما في ذلك الموافقة على نشر شبكة G4 للخليوي في الضفة، وإقامة وجود فلسطيني رمزي على معبر ألنبي، وتقديم تسهيلات لسفر الفلسطينيين إلى الخارج من مطار رامون. بناءً على ذلك، ليس من المفاجىء ألا يتفق الفلسطينيون والأميركيون على صيغة بيان مشترك. فماذا يمكن أن يقولوا فيها؟
  • صحيح أن بايدن أعرب، ظاهرياً، عن "التزامه العميق بحل الدولتين"، وادّعى أن "حل الدولتين لا يزال هو السبيل الأفضل لضمان الحرية والازدهار والديمقراطية للإسرائيليين والفلسطينيين". لكن في رام الله وفي إسرائيل سمعوا جيداً التحفظات التي تلت ذلك عندما أضاف الرئيس الأميركي أنه "لا يرى حلاً في المدى القريب". بكلمات أُخرى، نعم لحل الدولتين، لكن فقط في المستقبل. السلام، لكن ليس الآن.
  • الذرائع كثيرة، مثل الجمود في الوضع السياسي في إسرائيل، معسكر السلام الضعيف ويائير لبيد مجرد رئيس حكومة تصريف أعمال في ائتلاف تغييري ملتزم المحافظة على الوضع القائم. ولا يقتصر الأمر على ذلك، إذ تدور الآن حرب في أوروبا، والعالم لم يتعافَ بعد من الكورونا، وترامب لا يزال وراء بايدن الذي وضعه الداخلي ليس بسيطاً.
  • لكن على الرغم من ذلك، فإن الظروف الاستثنائية تخلق تحالفات جديدة في العالم العربي: فمن المتوقع أن يصل الرئيس بايدن إلى السعودية بعد ظهر الغد، في رحلة مباشرة وغير مسبوقة من إسرائيل، حيث سيحاول توسيع دائرة التطبيع في المنطقة - لكن الفلسطينيين دائماً يُدفعون إلى آخر الصف. وثمن هذه الأخطاء المؤسفة سيدفعها الفلسطينيون والإسرائيليون أيضاً.