بايدن يبدأ اليوم زيارة رسمية إلى إسرائيل ولبيد يؤكد: "إننا في بداية أسبوع تاريخي"
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

من المقرر أن يبدأ الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم (الأربعاء) زيارة رسمية إلى إسرائيل هي الأولى له منذ توليه مهمات منصبه، تستمر يومين.

وسيهبط بايدن في مطار بن غوريون الدولي بعد ظهر اليوم، حيث سيستقبله رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد في حفل استقبال رسمي.

بعد ذلك سيقوم بايدن بجولة في العديد من منظومات الدفاع الإسرائيلية بالقرب من المطار.

وسيعقد بايدن صباح غد (الخميس) اجتماعاً مع لبيد، وسيحضر جزءاً من هذا الاجتماع سلف لبيد، نفتالي بينت، الذي التقى بايدن مرتين خلال تسلُّمه مهمات منصب رئيس الحكومة العام الفائت.

وسيتوجه بايدن بعد غد (الجمعة) إلى بيت لحم للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. ومن المتوقع أن يلقي إعلان الولايات المتحدة يوم الإثنين الماضي، أنها لم تجد أن إسرائيل قتلت عمداً مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة في اشتباكات اندلعت خلال مداهمة للجيش الإسرائيلي في جنين يوم 11 أيار/مايو الماضي، بظلاله على الاجتماع. ومع ذلك، من المتوقع أن يعلن بايدن إلى جانب عباس حزمة من الخطوات تهدف إلى تعزيز السلطة الفلسطينية، حسبما قال مسؤول أميركي كبير هذا الأسبوع، بعضها سيكون عبارة عن مبادرات أميركية، وبعضها الآخر مبادرات إسرائيلية سيعلنها بايدن نيابة عن لبيد.

وسيعود بايدن بعد ذلك إلى مطار بن غوريون، حيث سيقوم برحلة مباشرة هي الأولى في نوعها إلى المملكة العربية السعودية، لحضور قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي ستُعقد يوم السبت في جدة بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي، البحرين والكويت وعُمان وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة، إلى جانب العراق ومصر والأردن.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية يوم الأحد الماضي: "إننا في بداية أسبوع تاريخي، فبايدن هو أحد أفضل الأصدقاء الذين عرفتهم إسرائيل على الإطلاق في السياسة الأميركية، وهو الشخص الذي قال عن نفسه ’لا ينبغي أن تكون يهودياً لكي تكون صهيونياً. أنا صهيوني’".

ووفقاً للبيد، ستتناول زيارة بايدن المخاطر بالإضافة إلى الفرص، وسيركز بحث المخاطر أولاً على الملف النووي الإيراني، بعد أن تم الكشف بالأمس أن إيران تخصّب اليورانيوم بأجهزة طرد مركزي متطورة، في تناقُض صارخ مع الاتفاقات التي وقّعتها.

وأضاف لبيد أن إسرائيل، من جهتها، تحتفظ بحرية العمل والرد الكاملة، سياسياً وعملانياً، في كل ما يتعلق بمحاربة البرنامج النووي الإيراني.

كما أشار لبيد إلى أن بايدن في نهاية زيارته سيغادر إسرائيل، وسينطلق مباشرة من مطار بن غوريون إلى السعودية، وقال إنه "سيحمل معه رسالة سلام وأمل، فحواها أن إسرائيل تمد يدها إلى جميع دول المنطقة وتدعوها إلى بناء علاقات معها".

وكان بايدن أعلن أنه سيسعى لتعزيز شراكة استراتيجية مع السعودية، مبنية على مصالح ومسؤوليات متبادلة خلال زيارته إلى المملكة.

وجاء إعلان بايدن هذا في سياق مقال رأي نشره في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية يوم السبت الماضي، شدّد فيه أيضاً على أنه سيتمسك بالقيَم الأميركية الأساسية.

وردّ الرئيس الأميركي على منتقديه الذين يتهمونه بأنه تراجع عن مواقفه في أثناء حملته الانتخابية التي تعهّد فيها بمعاملة القادة السعوديين على أنهم منبوذون، على خلفية جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي سنة 2018، وذلك بغية انتزاع وعد من السعودية بزيادة إنتاجها النفطي.

وكتب بايدن في مقاله: "أعرف أن هناك كثيرين ممن لا يتفقون مع قراري السفر إلى السعودية. لكنني أؤكد أن آرائي بشأن حقوق الإنسان واضحة وثابتة، والحريات الأساسية موجودة دائماً على جدول الأعمال عندما أسافر إلى الخارج، وهي ستكون كذلك خلال هذه الزيارة".

وكانت أجهزة الاستخبارات الأميركية اتهمت ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بإصدار أمر قتل خاشقجي، وهو ما تنفيه الرياض. غير أن بايدن لم يأتِ في مقاله على ذكر بن سلمان. ومن المقرر أن يلتقي بايدن بن سلمان في جدة في إطار اجتماع موسع مع الملك سلمان.

وقال بايدن في مقاله: "بصفتي رئيساً، من واجبي الحفاظ على بلدنا قوياً وآمناً"، مؤكداً الحاجة إلى مواجهة روسيا، وإلى أن تكون الولايات المتحدة في أفضل وضع ممكن في مواجهة الصين، وإلى ضمان مزيد من الاستقرار في الشرق الأوسط.

وأضاف بايدن أنه "من أجل تحقيق هذه الأمور، يجب أن يكون لدينا علاقة مباشرة مع الدول التي يمكن أن تساهم فيها، والمملكة السعودية واحدة من هذه الدول. وعندما سألتقي القادة السعوديين سيكون هدفي تعزيز شراكة استراتيجية تستند إلى مصالح ومسؤوليات متبادلة، مع التمسك أيضاً بالقيَم الأميركية الأساسية".

كذلك أشار الرئيس الأميركي إلى قضية النفط المهمة التي ستكون حاضرة خلال زيارته في وقت تثير الأسعار المرتفعة للطاقة سخطاً بين الأميركيين وتضر بالآفاق الانتخابية لحزبه، وأكد أن الرياض تعمل مع خبراء أميركيين للمساعدة في استقرار سوق النفط.

واعتبر بايدن أن الشرق الأوسط بات أكثر استقراراً وأماناً مما كان عليه عندما تولى الرئاسة الأميركية في كانون الثاني/يناير 2021. وأشار خصوصاً إلى تحسُّن العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية، والذي كان قد بدأ برعاية الرئيس السابق دونالد ترامب في إطار "اتفاقيات أبراهام"، وأكد أن إدارته تعمل على تعميق هذه العملية وتوسيعها.

وذكر بايدن أنه يريد تحقيق تقدُّم في منطقة ما زالت ممتلئة بالتحديات، بينها البرنامج النووي الإيراني، والأوضاع غير المستقرة في كل من سورية وليبيا والعراق ولبنان.

وتطرّق الرئيس الأميركي إلى الاتفاق النووي الذي توصلت إليه القوى العظمى مع إيران سنة 2015 وانسحب منه سلفه الجمهوري ترامب بشكل أحادي الجانب بعد 3 أعوام، فقال إن إدارته ستواصل زيادة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي حتى تصبح إيران مستعدة للعودة إلى الامتثال للاتفاق النووي.

 

المزيد ضمن العدد 3829