الجهاد الإسلامي يزداد قوة، ليس في جنين فقط، بل في شمال الضفة كلها
المصدر
مركز القدس للشؤون العامة والسياسة

تأسس المعهد في سنة 1976، وهو متخصص في الدراسات السياسية والدبلوماسية والاستراتيجية. يترأس المعهد، حالياً، السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة دوري غولد. ينشر المركز مقالات يومية يمكن الاطلاع عليها باللغتين العبرية والإنكليزية على موقعه الإلكتروني. كما تصدر عنه سلسلة من الكتب، ويمتاز بمواقفه التي تتماهى مع اليمين في إسرائيل.

  • في تقدير جهات استخباراتية في الجيش والشاباك أنه قبيل زيارة بايدن إلى المنطقة في منتصف هذا الشهر، وبسبب فترة الانتخابات في إسرائيل، سيبدأ تصعيد أمني في أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة. ويبدو أن تنظيم الجهاد الإسلامي، وخصوصاً الجناح الذي يطلق على نفسه اسم "كتائب جنين"، يزداد قوة في شمال الضفة، وتتمدد عملياته من مدينة جنين إلى مدينة نابلس التي تُعتبر عاصمة حركة "فتح" في الضفة. وكانت "كتائب جنين" أعلنت مسؤوليتها عن عملية إطلاق النار في قبر يوسف الأسبوع الماضي، والتي أدت إلى جرح 3 إسرائيليين.
  • قوة الجيش الإسرائيلي التي تحركت في منطقة جنين في 29 حزيران/يونيو اصطدمت بمطلوبين اثنين وقتلت أحدهما، وهو الناشط في الجهاد الإسلامي محمد مرعي، وبذلك يصل عدد القتلى الفلسطينيين نتيجة عمليات الجيش الإسرائيلي في منطقة جنين منذ بداية العام إلى 27 شخصاً. ومنذ موجة العمليات "الإرهابية" التي ضربت مدناً مركزية في إسرائيل، كثّف الجيش عمليات "قص العشب" في شمال الضفة ضد الشبكات "الإرهابية". في المقابل، أغلق الجيش الفجوات في جدار الفصل التي تسلل منها مسلحون للقيام بعمليات داخل الأراضي الإسرائيلية، وشدد عمليات الحراسة، وكثّف دورياته على طول الحدود.
  • وعلى الرغم من توصيات ضباط رفيعي المستوى في الجيش ورئيس الشاباك السابق يوفال ديسكين بشنّ عملية عسكرية واسعة مثل عملية "حارس الأسوار" ضد شمال الضفة لتنظيفها من الشبكات "الإرهابية"، فإن المستوى السياسي فضّل الأخذ بتوصية وزير الدفاع بني غانتس والامتناع من القيام بعملية واسعة، وزيادة وتيرة العمليات الصغيرة والدقيقة للبحث عن مطلوبين وسلاح.
  • مؤخراً، طلبت الإدارة الأميركية من إسرائيل الامتناع من التصعيد في المناطق قبل زيارة الرئيس بايدن إلى إسرائيل وإلى السلطة الفلسطينية؛ لذا، خفف الجيش الإسرائيلي من عملياته، وهو يبادر إلى شنّ عمليات في شمال الضفة فقط، بالاستناد إلى معلومات استخباراتية دقيقة.
  • والسؤال المطروح: ماذا سيحدث على الأرض بعد زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط في 13-14 تموز/يوليو؟ وهل سياسة الجيش الإسرائيلي هذه ستستمر؟
  • تشير الدلائل إلى أن هذه السياسة ستستمر لعدة أسباب: موجة الهجمات في المدن المركزية في إسرائيل تلاشت ولم يعد هناك أي ضغط من الجمهور الإسرائيلي على الحكومة لاقتلاع "الإرهاب" في شمال الضفة. وتدّعي أطراف في الجيش تؤيد سياسة وزير الدفاع بني غانتس أنه لا توجد حالياً شبكة "إرهابية" ومعامل متفجرات للتحضير لعمليات انتحارية في شمال الضفة، كما كان موجوداً خلال الانتفاضة الثانية؛ لذلك، ما من حاجة لشنّ عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة.
  • في هذه الأثناء، خسرت السلطة الفلسطينية على الأرض كل سيطرة لها على شمال الضفة، والتنظيمات المسلحة تزداد يوماً بعد يوم مع مئات المسلحين المزودين بآلاف قطع السلاح. ومن أهم التنظيمات في المنطقة حركة الجهاد الإسلامي التي أقامت "سرايا جنين".
  • ... الجهاد الإسلامي في قطاع غزة وحركة "حماس" كرّسا معادلة جديدة "جنين - غزة"، وهما يهددان بإطلاق الصواريخ على إسرائيل في كل مرة يقتل الجيش الإسرائيلي فلسطينياً في منطقة جنين، أو في حال احتل الجيش الإسرائيلي، موقتاً، مخيم اللاجئين في جنين.
  • في رأي الجهاد الإسلامي، أن ردع الجيش الإسرائيلي تآكل، وأن "كتائب جنين" بدأت توسع نشاطها إلى مدينتي نابلس وطولكرم. ويسعى التنظيم لخلق معادلة جديدة من توازُن ردع بين الجيش الإسرائيلي وبين مسلحي "كتائب جنين"، من أجل تقليص عمليات الجيش الإسرائيلي في المنطقة.
  • حان الوقت كي يغيّر الجيش الإسرائيلي سياسته فور انتهاء زيارة بايدن إلى المنطقة، وأن يشنّ عملية عسكرية واسعة ضد الشبكات "الإرهابية" في شمال الضفة، وآن الأوان كي نقضي بصورة قاطعة على "وحش الإرهاب" الذي ينمو ويكبر يوماً بعد يوم.