موت شيرين أبو عاقلة يتطلب تحقيقاً للشرطة العسكرية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • في ختام الفحص الباليستي للرصاصة التي قتلت الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في جنين، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في الأول من أمس أنه من الصعب التحديد بدقة من قتلها - لكنها بالإضافة إلى ذلك قالت إنه من المعقول الافتراض أن النار أُطلقت من مواقع للجيش الإسرائيلي.
  • وعلى الرغم من توضيح الأميركيين بأنه "لا يوجد سبب للاعتقاد بأن إطلاق النار كان مقصوداً بل نتيجة ظروف مأساوية"، إلاّ إن المسؤولين في الجيش الإسرائيلي لم يستسيغوا الاستنتاج الذي ينسب إطلاق النار (احتمال كبير) إلى قواته. لذلك ماذا فعلوا؟ حذفوا الجزء غير المقبول.
  • وعليه، لم يتضمن بيان الرد على ما نُشر أي ذكر للاستنتاج الأميركي الذي يفترض أن قوات الجيش الإسرائيلي هي التي أطلقت الرصاصة. وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إنه لا يمكن تحديد السلاح الذي انطلقت منه الرصاصة بدقة، بسبب التشوّهات التي أصابت الرصاصة ونوعية العلامات التي عليها.
  • وذهب وزير الدفاع بني غانتس أبعد من ذلك، إذ رأى أن من يتحمل المسؤولية الحقيقية عن موت أبو عاقلة: "هم في الأساس الإرهابيون الذين يتحركون وسط السكان المدنيين". لا جديد تحت السماء الإسرائيلية: الفلسطينيون يطلقون النار على أنفسهم.
  • لا تستطيع إسرائيل أن تتجاهل هذه الخلاصة: فوفقاً للفحوصات "هناك احتمال كبير" بأن يكون الجيش هو المسؤول عن إطلاق الرصاصة. لم يكن الأميركيون وحدهم من توصل إلى هذا الاستنتاج، ففي الأسبوع الماضي أعلنت مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في تحقيق أجرته أن أبو عاقلة قُتلت بنيران الجيش الإسرائيلي، كما أن شبكة الـCNN التي قامت بتحقيق خاص وصلت إلى استنتاج مماثل.
  • وصدر عن الجيش الإسرائيلي أيضاً: "وفقاً لنتائج التحقيق أوعز رئيس الأركان أفيف كوخافي بالاستمرار بالعمل والتوضيح والتحقيق بالحادث من خلال استخدام كل الوسائل المتاحة بشفافية من أجل الكشف عن الحقيقة". لكن باستثناء هذا الكلام الجميل لم يذكر الجيش من يوضح ومن يحقق وبأي أدوات ووسائل.
  • الجيش الإسرائيلي ملزم بتقديم إجابات حقيقية توضّح ظروف مقتل الصحافية التي كانت رمزاً فلسطينياً في حياتها وفي موتها، ولا سيما بعد أن دنّست إسرائيل نعشها في أثناء تشييعها وهو الأمر الذي لا يُنسى. وبدلاً من إغداق وعود فارغة وحملة دعائية لا تنتهي، المطلوب أن تفتح الشرطة العسكرية فوراً تحقيقاً جنائياً.
  • وحتى لو كان تحقيق كهذا يميل إلى أن يكون "الجيش يحقق مع نفسه"، فإنه يبقى أفضل من عشرات أنواع التكذيبات الإسرائيلية لحقيقة بسيطة: إن أصابع جميع الذين حققوا في الحادثة توجهت نحو جنود وحدة الدوفدفان.