تقرير: البيت الأبيض يعمل على بلورة خريطة طريق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية كجزء من التحضيرات لزيارة الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

أكد مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى لموقع "واللا" الإخباري في الأيام القليلة الفائتة أن البيت الأبيض يعمل في الآونة الأخيرة على بلورة خريطة طريق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية كجزء من التحضيرات للزيارة التي يزمع الرئيس الأميركي جو بايدن القيام بها إلى منطقة الشرق الأوسط في منتصف تموز/يوليو المقبل.

ووفقاً لهؤلاء المسؤولين، تم طرح مصطلح "خريطة طريق للتطبيع" الأسبوع الماضي خلال اجتماع حضره مسؤولون كبار في البيت الأبيض ودعي إليه خبراء من عدة معاهد أبحاث في واشنطن.

وأوضح مسؤولو البيت الأبيض أنه لن يتم توقيع اتفاقية بهذا الشأن خلال زيارة بايدن إلى المنطقة، لكنهم في الوقت عينه قالوا إنهم مستمرون في العمل في هذا الاتجاه، وأكدوا أن الرئيس بايدن ينوي طرح الموضوع خلال المحادثات التي سيجريها مع كبار المسؤولين في إسرائيل والسعودية.

ويرى البيت الأبيض أن خريطة الطريق الخاصة بالتطبيع بين السعودية وإسرائيل ستستغرق وقتاً، وستكون جزءاً من جدول زمني طويل الأمد. وأفاد مصدر أميركي مطلع بأن استراتيجية البيت الأبيض تستند إلى مبدأ التقدم التدريجي خطوة فخطوة. وقال متحدث بلسان مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تؤيد توسيع وتعميق العلاقات بين إسرائيل والدول العربية.

ومن الجانب الإسرائيلي قال مسؤول كبير إنه لا يتوقع انفراجاً كبيراً نحو التطبيع مع السعودية خلال زيارة بايدن، لكنه شدد على أنه من المرجح أن يتم التوصل خلال الزيارة إلى اتفاق مع السعودية يسمح لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق عبر الأجواء السعودية على متن الرحلات المتجهة إلى الهند وتايلاند والصين.

تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أنه في سياق مقابلة أجرتها مجلة "أتلانتيك" الأميركية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في آذار/مارس الماضي، قال إن بلاده لا ترى إسرائيل كدولة معادية وإنما كحليف محتمل لديها العديد من المصالح المشتركة. وأضاف بن سلمان: "لكن هناك بعض القضايا التي يجب حلها أولاً حتى نتمكن من الوصول إلى ذلك" في تلميح إلى النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني.

على صعيد آخر توالت التقارير الإعلامية الإسرائيلية والأجنبية التي تؤكد أن بايدن سيسعى خلال زيارته القريبة إلى الشرق الأوسط لتحقيق جملة من المكاسب، أبرزها البحث في مسألة تكامل أنظمة الدفاع الصاروخي والدفاع البحري بين الولايات المتحدة وإسرائيل والدول العربية وبينها السعودية.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس صرّح، خلال مشاركته في اجتماع لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يوم الاثنين الماضي، أن الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان على مبادرة تسمى الدفاع الجوي في الشرق الأوسط. وأشار إلى أن بايدن سيعطي خلال زيارته دفعة إلى الأمام لهذه المبادرة. وأوضح غانتس أن هذه المبادرة تركز على التعاون بين القيادة المركزية العسكرية الأميركية ودول المنطقة ضد ضربات الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز وصواريخ إيران والمنظمات "الإرهابية" المدعومة منها.

وبحسب بعض تلك التقارير يعتبر البيت الأبيض أن تكامل أنظمة الدفاع الصاروخي هو بمثابة مسألة استراتيجية بعيدة المدى في هذه المرحلة، لكنه لا ينوي الإعلان عنها خلال زيارة بايدن المرتقبة إلى المنطقة بعد نحو 3 أسابيع.

 

 

المزيد ضمن العدد 3817