إشارة إلى الأسد: الهدف المقبل سيكون الموانئ البحرية
تاريخ المقال
المصدر
- هذه المرة، التزمت إسرائيل بالصمت. وعلى الرغم من أن جميع الدلائل تشير إلى جهة واحدة، فإن إسرائيل لا تعترف ولا تُنكر الهجومين اللذين وقعا في دمشق خلال أسبوع واحد، في غضون ثلاثة أيام.
- كما تجدر الإشارة إلى أن الجانب السوري الرسمي لم يسارع في توجيه الاتهام المباشر. ففي البداية أرسلوا شركة الطيران الخاصة "أجنحة الشام" لتعلن للمسافرين أن الرحلات تأجلت "بسبب مشاكل تقنية"، وأنهم سينطلقون من مطار حلب - وليس دمشق - وأن الرحلات إلى المنطقة الجديدة ستكون على حساب الشركة. وبحسب الأخبار الأولية، فإن "أضراراً" لحقت بمحطات الهبوط والإقلاع -من دون الإشارة إلى سبب الضرر، وإلى حين إصلاح الأضرار، سيتم تحويل الطيران إلى المطار الثاني من حيث الحجم في سورية، من دون ذكر أي كلمة عن إسرائيل في المرحلة الأولى، حتى ظهور طهران في الصورة.
- هذا ما جرى: تفاصيل المحادثة بين وزيري الخارجيتين الإيرانية والسورية خرجت إلى الضوء بعد ضغوط كبيرة من جانب طهران؛ وزير الخارجية عبد اللهيان سارع في تهديد إسرائيل؛ زميله في دمشق، قدم نظرية غريبة، كأن إسرائيل قررت ضرب دمشق كجزء من تجنّدها لمساعدة "الحلفاء" في التنظيمات الإرهابية التابعة لـ"داعش" وجبهة النصرة داخل سورية. ولا حاجة إلى أن تكون خبيراً كبيراً لتفهم أن الهدف من وراء الهجوم هو إلحاق الضرر بعملية نقل أعتدة عسكرية وذخيرة من إيران إلى المخازن في دمشق، على طريق وصولها إلى حزب الله في لبنان. وفي الحقيقة فإن داعش وجبهة النصرة يربحان من هذا الهجوم، لكن ما هو التزام دولة إسرائيل اليوم تجاههما؟
- في العملية الأخيرة، صباح يوم الجمعة، تم ضرب ثلاثة أهداف في مطار سورية الأكبر: أبراج الهبوط والإقلاع، ومسار السفر الداخلي، وبرج المراقبة، بالإضافة إلى مخازن السلاح الإيراني المتجه إلى حزب الله. في المقابل، وليست صدفة، أجرى الرئيس السوري بشار الأسد مقابلة تلفزيونية مع محطة الأخبار "روسيا اليوم" في موسكو، وانتقد الهجوم، قائلاً إن الإسرائيليين يمارسون الإرهاب، وسورية هي الضحية التي ستترك مساحة كبيرة لرد كلامي من جانب موسكو، ولعمليات تنفذ من "مواقع سرية على الأراضي" الإيرانية. ويستخلص من هذا، أن سورية ستستمر في الوقوف مكتوفة اليدين، في انتظار قيام حلفائها بالتحرك من أجلها.
- وبحسب التقارير الأخيرة من دمشق، أطلقت إسرائيل صلية صواريخ موجهة من هضبة الجولان، الأمر الذي أدى إلى إصابة مواطن سوري، وبحسب مصادر أُخرى أصيب أكثر من مواطن سوري إلى جانب عسكريين إيرانيين، بالإضافة إلى الأضرار في الأملاك. والجدير بالذكر هو أن إيران وحزب الله يستغلان رحلات مدنية إلى دمشق وبيروت بهدف تهريب قطع عسكرية يمكن بسهولة نقلها عبر تحميلها في داخل الطائرة مع الحقائب.
- حتى اللحظة، من غير الواضع كم من الوقت سيُغلق المطار المدني في دمشق، وكم سيحتاجون من الوقت للترميم. إذ أعلنت وزارة المواصلات السورية أمس (السبت) للمسافرين أنه لا يوجد تاريخ محدد لعودة الطيران إلى دمشق، وأن الأضرار الكبيرة تحتاج إلى وقت أطول لترميمها. وقد تم التقاط صور من الأقمار الصناعية تدلّل على حجم الضرر، كما أن طائرات 747 الإيرانية لن تستطيع الهبوط هناك خلال وقت قريب.
- ووفقاً للتقارير السورية هذه هي المرة الأولى التي تضرب فيها إسرائيل المطار الدولي المدني الأكبر في الدولة، بحسب مصادر سورية. ولإضافة الزيت على النار، في الوقت الذي ترتفع النيران من المواقع التي تم ضربها، فهذه هي المرة الـ15 منذ بداية العام التي تضرب فيها إسرائيل مواقع محددة داخل سورية. واستناداً إلى عدة مؤشرات، فإن الهدف المقبل تم تحديده، وسيكون الموانئ البحرية في طرطوس واللاذقية، وذلك بهدف إلحاق الضرر بعملية نقل الأسلحة.