قالت الناطقة بلسان وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان صادر عنها يوم الجمعة الفائت، إن روسيا تدين بشدة الغارة الجوية الإسرائيلية على مطار دمشق الدولي التي وقعت ليلة الخميس الماضي وأدت إلى تعطيله، وطالبت إسرائيل بوقف مثل هذه الممارسات الآثمة.
وقال البيان: "إننا نؤكد مرة أُخرى أن القصف الإسرائيلي المستمر لأراضي سورية في انتهاك للقواعد الأساسية للقانون الدولي، هو أمر غير مقبول على الإطلاق. نحن ندين بشدة الهجوم الاستفزازي الذي ارتكبته إسرائيل على أهم هدف في البنية التحتية المدنية السورية. إن مثل هذه الأعمال غير المسؤولة تتسبب بمخاطر جسيمة على الحركة الجوية الدولية وتعرض حياة الأبرياء لخطر حقيقي".
وأعلنت وزارة النقل السورية في وقت سابق من يوم الجمعة، تعليق الرحلات الجوية إلى مطار دمشق الدولي لأسباب فنية، لكن صور الأقمار الاصطناعية أظهرت أن الهجوم المنسوب إلى إسرائيل أدى إلى الإغلاق الكامل للمسارات المدنية والعسكرية.
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان صباح يوم السبت أولى الصور من قصف المطار الدولي في دمشق، وأفاد بأن طواقم كثيرة تعمل على إصلاح الأضرار التي سببها هجوم منسوب إلى إسرائيل.
وقال المرصد إنه تم في الهجوم قصف المدرج الشمالي وأضواء الملاحة على المدرج وبرج الاتصالات وصالات الركاب وثلاث حظائر ومخازن. وأضاف أن صالات الركاب المتضررة تُستخدم من طرف شخصيات سرية عندما تأتي إلى دمشق، وهم عسكريون كبار من إيران وحزب الله. وأظهرت الصور التي نشرها المرصد الدمار الهائل الذي لحق بهذه القاعات. وبحسب المرصد تستخدم القاعات أيضاً لتخزين موقت للأسلحة القادمة من إيران.
وذكر تقرير لقناة التلفزة الإسرائيلية 12 أن توسيع دائرة الاستهداف الإسرائيلية في مطار دمشق الدولي يأتي في ظل رصد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية محاولات إيرانية حثيثة لنقل تجهيزات تستخدم في تحويل الصواريخ العادية إلى صواريخ عالية الدقة، إلى سورية.
وأضاف التقرير أن أجهزة الأمن الإسرائيلية ترى أن الإيرانيين كثفوا جهودهم في الفترة الأخيرة لإدخال أسلحة كاسرة للتوازن إلى سورية عبر الخطوط الجوية المدنية، وذلك في إثر سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل وتمكنت بواسطتها من الحد بشكل كبير من قدرة إيران على نقل شحنات الأسلحة إلى سورية براً أو بحراً.
وادعى التقرير أن إيران باتت تلجأ كذلك إلى استخدام الطيران المدني وأمتعة المسافرين لنقل تقنيات وأنظمة تستخدم في مشروع تحول ترسانة الصواريخ التابعة لحزب الله ولوكلاء إيران في منطقة الشرق الأوسط إلى صواريخ عالية الدقة.
وأفادت القناة أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أدركت مؤخراً أن هذه الهجمات لم تحقق الهدف المنشود والمخطط له، وحينها تم اتخاذ قرار بتصعيد الهجمات ومهاجمة مطار دمشق الدولي، بما في ذلك استهداف المدرج الوحيد الباقي في الخدمة بالإضافة إلى برج المراقبة وصالة المسافرين الثانية.