رئيس الموساد السابق: "إسرائيل فعّلت نظام التدمير الذاتي"
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • قدم رئيس الموساد السابق تامير باردو محاضرة إشكالية وغير مسبوقة يوم أمس الأربعاء في كلية نتانيا، تطرّق خلالها إلى ما يجري في الكنيست، مؤخراً، عنوانها "دولة إسرائيل قررت تفعيل منظومة التدمير الذاتي".
  • وتحدث باردو خلال المحاضرة عن الوضع الإشكالي، بحسبه، في دولة إسرائيل وبصورة خاصة في الكنيست، وقال "أرجوكم أن تتوقفوا قبل فوات الأوان. لم نتعلم شيئاً. عندما نعيش في قرية كونية كبيرة، فيها كل شيء شفاف والجميع يرى كل يوم ما يحدث لدينا وينتظرون، مع الأسف، فهل سنكون جاهزين لقراءة العنوان المكتوب على الحائط؟ ألم نتعلم شيئاً؟ لقد أقيمت هنا دولة بعكس كل الصعوبات، سبعة حروب وحرب لا تتوقف ضد هؤلاء الذين لم يقبلوا وجودنا."
  • "نحن دولة غنية وراسخة، لديها تكنولوجيا حديثة، وزراعة، وطب وأمور أُخرى. لكننا دولة مقسّمة، تنزف، في الوقت الذي لا تزال الأخطار موجودة، ومَن يريد لنا الشر ينتظر الوقت الصعب لدينا. بعد وقت قليل، سيبدأ نظام التدمير الذاتي بالعمل، نظام الكراهية المتبادلة بيننا. لقد تمكنت إسرائيل، بعد أربع جولات انتخابية خلال عامين، من إقامة حكومة مركبة حازت الأغلبية في الكنيست، وحتى هذه اللحظة أيضاً، مع 58 عضو كنيست، وما دامت لم تسقط، فستبقى حكومة إسرائيل."

"الائتلاف الذي استُبعد في الانتخابات يرفض الاعتراف بالنتائج"

  • وتابع رئيس الموساد السابق "يرفض الحزب الخاسر والائتلاف الذي استُبعد الاعتراف بالنتيجة والتعامل مع رئيس الحكومة بصفته الرسمية. هذا ليس مشهداً لا أهمية له، بل معناه عدم الاعتراف بهذه الحكومة، ولا بقوانينها، ولا بصلاحياتها. هذا ليس صراعاً شخصياً، بل هو موقف زعيم مع عشرات المقاعد في الكنيست. ظاهرة أُخرى مرفوضة، هي قيام المعارضة بالتصويت ضد أي قانون، بغض النظر عمّا ينص. يرفضون القوانين لأن الحكومة تدعمها فقط، هذا مرفوض من الأساس."
  • وتابع: "من غير المعقول أن تمنع المعارضة تمرير أي قانون. هذا الفكر السياسي الذي يهدف إلى شلّ عمل الحكومة ومؤسسات الدولة، يتعارض مع قواعد العقد الاجتماعي الذي يتأسس عليه أي نظام ديمقراطي. الخطاب الإسرائيلي يتميز بقلة الصبر، وبالعنف الكلامي تجاه كل مَن يفكر بشكل مختلف. الكنيست اليوم يشكل قدوة سلبية تتغلغل إلى المجتمع الإسرائيلي. الاستقطاب لا يقوم على رؤية اشتراكية أو رأسمالية. الاستقطاب الحقيقي هو خفي، وعن قصد، وجزء منه لم يتضح، وهو يعود إلى سنة 1948. وأود أن أقول عبارة، تعليقاً على يوم القدس - هل نصدق أنفسنا حين تعقد الحكومة جلسات تقييم على مدار أسابيع، بشأن ما إذا كان بإمكاننا إقامة مسيرة في عاصمتنا؟ هل كان مثل هذا السؤال سيُطرح في لندن مثلاً، أو باريس، أو واشنطن؟ دولة كاملة، جميع نشرات الأخبار المركزية فيها ناقشت ما إذا كانت تستطيع إقامة مسيرة في عاصمتها، ولا يوجد لهذا مثيل في العالم كله."
  • وأضاف: "هل فعلاً عاصمتنا موحدة؟ هل قامت إسرائيل بأي شيء منذ سنة 67 حتى يومنا لجعلها موحدة؟ هل توجد عاصمة أُخرى في العالم فيها مخيم لاجئين؟ هل توجد عاصمة أُخرى في العالم، سكانها ليسوا متساوين في الحقوق؟ قررنا في سنة 67 توحيد القدس، لكننا لم نفعل أي شيء لتوحيدها. حكومات اليمين أيضاً لم تغيّر الوضع القائم. اليوم، يوجد في إسرائيل ثلاثة أجيال لا تعرف إلا الوضع القائم - من اليهود وغير اليهود. الجيش والشاباك هما المسؤولان عن تطبيق القانون على الأرض. حدود الدولة الأساسية لم تعد موجودة منذ 10/6/1967.

"زعماء الدولة يخافون من أي قرار"

  • قرار عدم اتخاذ القرار هو قرار بكل ما تحمله الكلمة من معنى. إسرائيل دخلت في غيبوبة، ولا يمكن لاستراتيجيا أن تكون قائمة على أن التكتيك وحده قادر على تحقيق الرؤيا الصهيونية. فعلى مدار أعوام طويلة، نحن نعيش مع تهديدات تتطور، ولا نستطيع لوم أجهزة الأمن التي تقوم بكل ما يمكن منذ وقت طويل جداً، وهذه قدرة غير مسبوقة. لكن حتى القدرات غير المسبوقة لها حدّ، وهذا حدث في مناطق كثيرة في العالم. بمرور السنوات، تحول مشروع المستوطنات، الذي قام برعاية ودعم الحكومات، إلى حالة معقدة جداً. وفي العقود الأخيرة، برزت مخاوف من أنه لا يمكن اتخاذ أي قرار في هذا الخصوص من دون خطر الانزلاق إلى حرب أهلية.
  • لماذا لا تحدد دولة إسرائيل حدودها التي تريدها؟ قيادات الدولة تخاف من العقوبات والمقاطعة، من كل قرار. كل إنسان على وجه الكرة الأرضية يعرف أن الضمّ سيؤدي إلى وضع سيصبح فيه اليهود أقلية. الساسة اختاروا تخدير الجمهور، وبذلك اتخذوا قراراً بخصوص مصير الدولة، من خلال الهروب من الواقع، لكن الساعة لا تزال تدق، وعدم تحديد حدود الدولة من شأنه أن يؤدي إلى نوع آخر من نفاذ الصبر والهجوم على المؤسسات السيادية، والعنف الكلامي والجسدي.

 

 

المزيد ضمن العدد 3802