زيارة بايدن إلى إسرائيل يمكن أن تدفع قدماً بإقامة منظومة دفاعية جوية إقليمية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • الزيارة المخطَّط لها للرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل ودول الخليج خلال هذا الشهر، يمكن أن تسمح بقفزة مهمة في العلاقات الأمنية بين إسرائيل ودول المنطقة. ففي الاتصالات بين واشنطن والقدس، طُرحت الحاجة إلى توطيد علاقات إسرائيل مع الإمارات، وربما أيضاً مع السعودية. وأحد اتجاهات العمل المركزية هو بلورة منظومة دفاعية جوية إقليمية تساعد دول المنطقة على مواجهة التهديد المتنامي من إيران - صواريخ باليستية وصواريخ كروز وطائرات من دون طيار (مسيّرات).
  • من المتوقع أن يصل بايدن إلى إسرائيل بعد 3 أسابيع. برنامج الزيارة لم يُنشر بعد، وعلى ما يبدو، فإنه سيتأثر بالتطورات السياسية في البلد، وبالتساؤلات عن استقرار الائتلاف. أحد الأهداف المركزية للإدارة الأميركية هو تحسين العلاقات مع السعودية. فبعد مقتل الصحافي السعودي جمال الخاشقجي في تركيا في سنة 2018، والكشف عن تورُّط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالاغتيال، تزعزعت علاقة الحزب الديمقراطي بالرياض كثيراً. وكان الرد السعودي على فوز بايدن في الانتخابات بارداً. لكن الولايات المتحدة الآن بحاجة ماسة إلى دول الخليج، في ضوء الارتفاع في أسعار النفط جرّاء الغزو الروسي لأوكرانيا.
  • وفي إطار المساعي لتوطيد العلاقات، طلبت الولايات المتحدة مساعدة إسرائيل للدفع قدماً بصفقات تصدير أمني إلى الإمارات، كما طلبت منها إظهار انفتاح حيال السعوديين. بناءً على ذلك، تُبحث اليوم، بجدية كبيرة، فكرة ترددت كثيراً في السنة الماضية: تأسيس هيكلية دفاعية إقليمية تتمحور حول تحسين الدفاع في مواجهة الصواريخ والمسيّرات الإيرانية.
  • إيران تقف وراء عشرات الهجمات بالمسيّرات على مواقع النفط وبنى تحتية في السعودية والإمارات، كانت ذروتها في الهجوم الذي تسبب بالكثير من الأضرار والإصابات، والذي استهدف مجمع شركة النفط السعودية آرامكو في أيلول/سبتمبر 2019. ومنذ ذلك الحين، انشغلت دول الخليج انشغالاً كبيراً بتحسين دفاعها في مواجهة هجمات مشابهة. جزء من هذه الهجمات نُفِّذ بواسطة الحوثيين في اليمن، الذي يحصلون على مساعدة عسكرية واسعة النطاق من طهران.
  • وزير الدفاع بني غانتس تطرّق إلى خطر صواريخ كروز البعيدة المدى والمسيّرات في خطاب ألقاه في جامعة ريخمان قبل أسبوعين، وقال: "يوجد في العراق مئات المسيّرات، وأُضيفَ إليها العشرات هذا العام. كذلك في اليمن، فقد ارتفع عدد المسيّرات في السنة الأخيرة، ولدى الحوثيين العشرات منها، على الرغم من الحظر الدولي المفروض عليهم. في سورية، تتواصل في هذه الأيام محاولات نقل وإنتاج الأسلحة الدقيقة. وستواصل إسرائيل كبح هذه المساعي ومنع تهديدها لمواطنيها والمنطقة."
  • لدى إسرائيل الكثير لتقدّمه إلى دول أُخرى في مجال المنظومات الدفاعية والتطوير التكنولوجي ووسائل جمع المعلومات الاستخباراتية والربط بينها. وبخلاف التقارير في وسائل الإعلام الأجنبية، ليس المقصود بيع منظومة "القبة الحديدية". الرئيس السابق للشعبة السياسية في وزارة الدفاع قال قبل شهرين لـ"هآرتس" إنه لم يجرِ بيع أي منظومة قبة حديدية إلى أي دولة في المنطقة. في المقابل، فإن الارتباط بمنظومة الإنذار الإسرائيلية يمكن أن يؤدي إلى إطالة وقت الإنذار من هجوم إيراني. وثمة ميزة أيضاً في الاتجاه الآخر، هي وضع رادارات في الخليج تسمح بإرسال إنذار مبكر إلى إسرائيل بشأن عملية إطلاق صواريخ إيرانية.
  • في العامين الأخيرين تحدثت التقارير أكثر من مرة عن محاولات إيرانية لإطلاق مسيّرات هجومية بواسطة ميليشيات شيعية من على بُعد مئات الكيلومترات في اتجاه إسرائيل. مرتان على الأقل جرى اعتراض هذه المسيّرات. في إحدى المرات، قامت بذلك طائرة حربية أميركية، وفي مرة أُخرى، قامت إسرائيل بعملية الاعتراض. يمكن التقدير، بحذر، أن دول المنطقة عمّقت التعاون الدفاعي فيما بينها، وهي تمارسه منذ توقيع "اتفاقات أبراهام" قبل عامين. في الشهرين الماضيين، تحدثت مواقع مختصة بمتابعة حركة الطائرات عن حركة كثيفة لطائرات شحن كبيرة وصلت من الإمارات وحطت في إسرائيل، ثم عادت إلى قواعدها في الخليج.
  • توطيد العلاقات الأمنية بين دول الخليج له علاقة أيضاً بالخطوة التي بادر إليها الأميركيون في العام الماضي، ألا وهي نقل التعاون مع الجيش الإسرائيلي إلى القيادة المركزية للجيش الأميركي (CENTCOM) التي تركز على الشرق الأوسط، بدلاً من القيادة الأوروبية (EUCOM). وقالت مصادر رفيعة في الجيش الإسرائيلي لـ"هآرتس": إن الخطوة الأميركية ساهمت بصورة كبيرة في تحسين التنسيق بين الأطراف يومياً.
  • في الشهر الماضي، زار القائد الجديد للقيادة المركزية في الجيش الأميركي الجنرال مايكل كوريلا إسرائيل، واجتمع بغانتس ورئيس الأركان أفيف كوخافي، كما زار تدريب "مركبات النار". وقريباً، من المفترض أن يعيّن الجيش الإسرائيلي مندوباً دائماً، وهو ضابط في سلاح البحر، في قيادة الأسطول الخامس الأميركي الذي تتمركز قيادته في البحرين التي وقّعت معها إسرائيل اتفاقاً لتطبيع العلاقات ضمن إطار اتفاقات أبراهام.

 

 

المزيد ضمن العدد 3802