أستراليا صديقة إسرائيل تغيّر توجهها
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

المؤلف
  • أمس، خسرت إسرائيل حكومة صديقة. من الآن، ستصبح علاقتنا بأستراليا باردة ومضبوطة وأكثر نقداً. حزب العمل الذي يعود إلى السلطة بعد غياب 9 أعوام أمضاها على مقاعد المعارضة، يضم أطرافاً معادية لإسرائيل وعلاقة زعامته بإسرائيل ليست مثل تلك التي كانت عليه مع زعيم الحزب الليبرالي الخصم.
  • بالاستناد إلى خبرة أعوام طويلة وقرب مع القيادة السياسية الأسترالية، يخيل إليّ أنه من الممكن القول إن الحكومة المقبلة في كنبيرا لن تمنح إسرائيل تأييداً قاطعاً في مؤسسات الأمم المتحدة كما فعلت حكومة سكوت موريسون. ومن المحتمل أن تنسحب أستراليا، أو تعدّل اعترافها بالقدس عاصمةً لإسرائيل، ومن المتوقع أن يواصل الجناح اليساري في الحزب ضغوطه لتنفيذ قرارات المؤتمر العمالي الذي عُقد في سنة 2019، للاعتراف بقيام دولة فلسطينية.
  • رئيس الحكومة الجديدة أنتوني ألبانيز صدرت عنه في الماضي، أكثر من مرة، تصريحات انتقادية جداً حيال إسرائيل، منها أنه يتفهم مظاهر الإرهاب ودوافعه، كما اشتكى من ردود الفعل المبالَغ فيها للجيش الإسرائيلي، وذات مرة، عبّر عن استغرابه للخدمة الإجبارية المعتمدة في الجيش الإسرائيلي. لكنه مع ذلك، هو من أشد المعارضين لمقاطعة إسرائيل. في الأعوام الأخيرة، امتنع ألبانيز من التعبير عن مواقفه من إسرائيل، واختار أن يقف موقف الصديق البارد.
  • مَن سيتولى منصب نائب رئيس الحكومة هو ريتشارد مارلس، الذي من المتوقع أن يكون أكثر صداقة مع إسرائيل، وكذلك وزيرة الخارجية بني وانغ، البعيدة جداً عن المسائل التي تتعلق بنا.
  • مع ذلك، وبحسب البرلمان الجديد، يوجد ثلاثة أشخاص ينتهجون نهجاً معادياً لإسرائيل. هؤلاء انتخبوا بمساعدة الملياردير سيمون هولمز أكورت، والمعروف بعلاقته المعادية لإسرائيل والنشاطات المعادية لها التي تقوم بها والدته. أيضاً بالنسبة إلى حزب "الخضر"، الذي دخل هذه المرة البرلمان، فهو ليس من الأحزاب المؤيدة لإسرائيل.
  • منذ خسارة الليبراليين في الدوائر الانتخابية الثرية، خسر عدد من كبار أصدقاء إسرائيل في الانتخابات. وزير المال جوش فريدنبرغ، الذي كان من المنتظر أن يكون أول رئيس حكومة أسترالية، يهودي هُزم في ملبورن. سفير أستراليا السابق في إسرائيل ديف شارما مُنيَ بهزيمة في سيدني. هو وأمثاله سنفتقدهم في نقاشات تتعلق بقضايا شرق أوسطية.
  • لماذا هوية الحكومة التي ستتألف في أستراليا مهمة بالنسبة إلينا: السبب هو أن الولايات المتحدة دائماً حساسة، بغض النظر عن طبيعة الإدارة فيها، إزاء وقوف الدول الإنغلوسكسونية الكبيرة – أستراليا وكندا وبريطانيا، إلى جانبها في المسائل المتعلقة بإسرائيل. الآن، ستكون الحكومة الأسترالية الجديدة أقل حماسةً للتعاون مع الولايات المتحدة في مواجهة الصين، بينما ينتهج عدد غير قليل من زعماء الحزب العمالي خطأً "رخواً" حيال بيجين، وحتى أنهم ينشطون في لوبيات لمصلحتها. المثال الأبرز لذلك وزير الخارجية السابق بوب كار الذي يقود خطاً معادياً لإسرائيل في حزب العمال، وفي الوقت عينه يختلف مع موقف الرئيس بايدن من الصين.
  • من المهم أن نرى، هل سيكون ألبانيز وطاقمه مستعدين لمساعدة إسرائيل في بناء علاقات مع آسيا - قبل كل شيء مع أندونيسيا، بعد أن أبدى جميع رؤساء الحكومات الليبرالية اهتماماً كبيراً ورغبة في الدفع قدماً بهذا الموضوع؟