قبل يوم من سفره إلى الولايات المتحدة للاجتماع بوزير الدفاع الأميركي لويد أوستين، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس اليوم (الثلاثاء) بأن "ثمن كبح إيران اليوم هو أقل مما سيكون عليه بعد عام." وقال في سياق خطاب ألقاه في معهد السياسات والاستراتيجيا في جامعة رايخمان: "تبذل إيران في هذه الأيام جهدها لإنجاز إنتاج وتركيب 100 جهاز طرد مركزي متطور من طراز IR6، بينها منشأة تحت الأرض بالقرب من نتانز."
وأضاف غانتس: "تواصل إيران تجميع معرفة وخبرة لا رجوع عنهما في مجال الإشراف والبحث وإنتاج وتشغيل أجهزة طرد متطورة. وهي على بُعد أسابيع معدودة من تجميع مواد انشطارية تكفي لإنتاج قنبلة واحدة." وأشار غانتس إلى أن التهديد الإيراني لا يأتي فقط من السلاح النووي، بل من سلوك إيران العدائي في المنطقة، وقال: "هي تطور في المنطقة كلها منظومات عملانية ذات قدرات دقيقة من صواريخ بحرية وصواريخ أرض - أرض، وطائرات من دون طيار، يمكنها الوصول إلى مدى آلاف الكيلومترات. ولقد ازدادت كميات السلاح الاستراتيجي الموجود بين يدي أذرع إيران بصورة كبيرة في السنة الأخيرة." وقال غانتس إنه ينوي مناقشة هذه التحديات خلال اجتماعه بوزير الدفاع الأميركي غداً.
وللمرة الأولى يقرّ غانتس بأنه جرى اعتراض مسيّرتين كانتا في طريقهما إلى منظمات فلسطينية في الضفة وغزة في شباط/فبراير الماضي، فقال: "كما حدث في الماضي، أرسل الحرس الثوري مسيّرتين من إيران في اتجاه إسرائيل. وحقيقة أن هاتين المسيّرتين كانتا مزودتين بمظلتين، فإن تقديرنا أن الهدف من إطلاقهما كان تحليقهما فوق غزة أو الضفة الغربية وجمع معلومات من هناك." وأشار إلى أن المهمة فشلت وجرى اعتراض المسيّرتين فوق أراضي العراق.
كما تطرّق وزير الدفاع إلى موجة العمليات الأخيرة، وإلى الوضع الحالي في إسرائيل، فقال: "نحن نشهد موجة "إرهاب" تقوم على سلسلة هجمات وتعتمد على الحساسية في القدس الشرقية والحرم القدسي، حيث نحافظ على حرية ممارسة العبادة. هذه الهجمات مرتبطة الواحدة بالأُخرى، بإلهام من التحريض الذي نسمعه في المنطقة من جانب "التنظيمات الإرهابية". هذا التحريض لا يحظى بالإدانة الكافية من العالم، ومن زعماء المنطقة، الذين يقولون إنهم يريدون المحافظة على الاستقرار."
ورأى غانتس أن القيام بمبادرة على المستوى السياسي أمر مهم لتغيير الوضع، وأضاف: "سنواصل الجهد السياسي لتوطيد علاقاتنا مع جيراننا في المنطقة والمؤيدين لنا في العالم. وذلك انطلاقاً من الاستعداد لبذل الجهود لتقليص النزاع والسعي لتسويات سياسية بيننا وبين الفلسطينيين، حتى لو بدت بعيدة المنال، لكنها تشكل حاجة استراتيجية."
وتطرّق غانتس إلى الحرب في أوكرانيا، فقال إن أحد دروس الحرب هو "من الصحيح استخدام قوة اقتصادية وسياسية، وإذا دعت الحاجة استخدام قوة عسكرية أيضاً في أبكر وقت ممكن، وربما بهذه الطريقة يمكن منع الحروب. وينطبق هذا الأمر أيضاً على الوضع الذي نواجهه مع إيران. ثمن هذه الحرب المستقبلية المحتملة يمكن أن ينخفض بواسطة استخدام ضغوط من العالم كله، ومن خلال تعاون إقليمي ودولي واسع النطاق."