لا مكان لميليشيات يهودية
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- طرح رئيس الحكومة نفتالي بينت فكرة جديدة – قديمة لمحاربة الإرهاب: تشكيل قوة مسلحة تعتمد على مدنيين متطوعين، جزء منهم من مجموعة "هاشومير الجديد" تعمل، ليس فقط في أوقات الطوارئ، أو خلال أعمال الشغب، بل أيضاً في الأوقات العادية "كلما اقتضت الحاجة"، كما شرح في جلسة الحكومة أمس. وقال بينت إنه طلب من مجلس الأمن القومي أن يقدم حتى نهاية الشهر "خطة منظمة مع ميزانية لإقامة حرس وطني-مدني". وبحسب كلامه، ستشارك في القوة الجديدة شرطة حرس الحدود و"قوات ماهرة من المتطوعين والاحتياطيين".
- الهجمات الأخيرة تشكل الخلفية المباشرة للمبادرة، لكن جذورها، بحسب قول بينت نفسه، تعود إلى الاضطرابات التي نشبت في بداية عملية "حارس الأسوار" في جزء من المدن التي يعيش فيها يهود وعرب. في أحداث أيار/مايو وصلت إلى اللد قافلة مستوطنين مسلحة، بدعوة من نواة توراتية محلية، وبمساعدة البلدية، من أجل "الدفاع عن السكان". حينها، طالب اليمين في الكنيست وخارجه بالموافقة على عمليات "فرق احتياط" من اليهود في المدن المختلطة تكون تحت إشراف الشرطة أو حرس الحدود. المؤيدون لهذه الفكرة أرادوا محاكاة الأُطر المسلحة في المستوطنات وتصديرها إلى داخل دولة إسرائيل.
- أسلوب عمل هذا الحرس الوطني الجديد لم يُعلَن بعد، لكن قول بينت إنه سيعمل "في الأحداث الطارئة وخلال أعمال الشغب، وحتى في الأيام العادية"، يجب أن يضيء الضوء الأحمر. إن أيّ استخدام للسلطات الحكومية من جانب مدنيين يتطلب حذراً وشفافية ورقابة دقيقة. وثمة شك كبير مثلاً في أن يشمل ذلك منح يهود مسلحين سلطة البحث عن عرب مشتبه فيهم والعثور عليهم في أوقات التوتر، وفي أماكن حساسة.
- يجب على القوى الأمنية معاملة كل المواطنين بصورة متساوية. استخدام كيانات رسمية خارجية تعمل في مناطق رمادية وواسعة للغاية هو بوابة يمكن أن تسمح لأصحاب المصالح بإدخال اعتبارات خارجية من "إثبات الحكم" إلى أشكال أُخرى تتعلق بالتفوق اليهودي. وستكون الرقابة المهنية والعامة على مثل هذه التنظيمات ضعيفة وجزئية. وليست هذه هي الطريقة "لإعادة الأمن الشخصي إلى المواطنين الإسرائيليين"، وفق كلام بينت، بل هي الباب إلى حرب أهلية.
- الحلم بـ "حرس وطني-مدني" يقوم بدوريات في المدن ويوفر الأمن لسكانها هو وهم خادع. فقط الدولة وممثلوها المعتمَدون لهم الحق في استخدام قوة منظمة ومسلحة. خصخصة الأمن وإعطاؤه لقوات تتألف من يهود فقط، على ما يبدو، هو أمر خطر ويبعث برسالة تهديد إلى الجمهور العربي. ما يجري أمر خطِر، وخصوصاً بالنسبة إلى الذين يعيشون في مدن مختلطة. وهذه المبادرة يجب دفنها على الفور.