تصفية الحساب مع جو بايدن
تاريخ المقال
المصدر
- في نهاية الأسبوع، فوجىء العالم بظهور الرئيس السوري بشار الأسد في الإمارات، والذي حصل على تغطية إعلامية جيدة. وكانت المفاجأة كبيرة إلى حد أنها دفعت وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن إلى إلغاء رحلة مخططة له إلى الإمارات، لأن أحداً لم يبلّغه بزيارة الأسد. وسارعت واشنطن إلى الرد بكلمات قاسية على الزيارة، بينما كانت تُلتقَط الصور للرئيس السوري على شرفة منزل حاكم أبو ظبي الخاص.
- من المهم الانتباه إلى التوقيت المزعج للزيارة، تماماً في الذكرى الـ11 لنشوب الحرب الأهلية السورية، والتي اندلعت في درعا، البلدة السورية المتاخمة للحدود الأردنية. لقد اختار الأسد هذا التاريخ، تحديداً، للقيام بأول زيارة له إلى دولة عربية منذ 11 عاماً. وهذه رسالة واضحة إلى المواطنين السوريين، وإلى زعماء الدول العربية، وإلى الإدارة الأميركية.
- 11عاماً مرت على سعي دول الخليج لطرد سورية من الجامعة العربية. الآن، هؤلاء الزعماء لا يعترفون فقط بزعامة الأسد - ولو بفضل الإيرانيين والروس - بل يسعون، من خلال توثيق العلاقات معه من جديد، لتصفية حسابهم مع إدارة بايدن. وهم يستعدون لعودة سورية إلى حضن الجامعة العربية.
- لا يمكننا تجاهُل الشعور بالمرارة الذي يشعر به "الطيبون" في العالم العربي إزاء إدارة بايدن. لنأخذ، على سبيل المثال، السعودية التي ترفض الإدارة الأميركية التحاور معها، أو مصر التي أرسل إليها بايدن العديد من الرسائل القاسية بشأن انتهاكها حقوق الإنسان. ويبدو أن بايدن مُصرّ على تجاهُل حلفائه السُّنة لمصلحة المفاوضات بشأن الاتفاق النووي مع شيعة إيران. والآن، يعلن بايدن فتح الأبواب أمام إمارة قطر المقربة من إيران، ولحركة الإخوان المسلمين وحكومة غزة. لذلك، من غير المستغرب أن تتهرب دول الخليج الآن من طلب الولايات المتحدة زيادة حصتها من تصدير النفط.
- يشكل هذا مشكلة معقدة كثيراً بالنسبة إلى إسرائيل: من جهة، التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة مهم جداً، ومن جهة ثانية، تبتعد عن واشنطن ثلاث دول صديقة جديدة لإسرائيل هي الإمارات ومصر والسعودية.
- هذا من دون أن نذكر الموضوع الفلسطيني، ما الذي سيحدث، مثلاً، لو نشب تصعيد مفاجىء في الساحة الفلسطينية؟ ومع أي طرف سيقف حلفاؤنا في واشنطن؟ وماذا سيحدث إذا تجددت محاولات المواجهة في غزة، بدعم إيراني، بينما تضغط واشنطن لإخراج الحرس الثوري الإيراني من قائمة التنظيمات الإرهابية؟
الكلمات المفتاحية