تقرير: [الحرب الأوكرانية أثبتت خطأ عقيدة جيش إسرائيلي صغير وذكي في حرب مستقبلية]
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

على الرغم من المعلومات الكثيرة المغلوط فيها والغموض بشأن نتائج المعارك الدائرة في أوكرانيا، فإن ما هو واضح في هذه المرحلة أن العقيدة السائدة في إسرائيل وفي دول عديدة في الناتو، والتي تقول إن الحروب القديمة صارت وراءنا، وفي الإمكان تقليص حجم الجيوش، هي عقيدة خاطئة.

في العقدين الأخيرين، قلص الجيش الإسرائيلي حجم سلاح البر، بموافقة المستوى السياسي، وخصوصاً الدبابات والمدرعات وألوية سلاح المشاة، في الأساس لدى الاحتياطيين، انطلاقاً من عقيدة مفادها أنه في الحرب المقبلة يمكن استخدام جيش صغير وذكي ينجح في مواجهة تهديدات بقوة مضاعفة. لا يمكن نشر أخبار بشأن التقليصات في الجيش، لكن كل مَن يقوم بخدمته في سلاح الاحتياطيين يعرف ذلك.

لقد أقرّ المجلس الوزاري المصغر خطط الجيش للحرب، مرة تلو الأخرى، بصورة تتلاءم مع قدرة الحرب في ساحة مهمة واحدة: لبنان. عملية "حارس الأسوار" شكلت نوعاً من جرس إنذار لاحتمال نشوب حرب متعددة الجبهات بقوة منخفضة من دون استخدام القوات البرية. الآن، تخيلوا نشوب حرب في لبنان تفرض استخدام عدد من الفرق النظامية والاحتياطيين، وجبهة أُخرى في غزة، وتصاعُد العمليات الإرهابية في الضفة الغربية، وجبهة صغيرة في سورية تابعة لحزب الله، وفي الختام، انتفاضة العرب في إسرائيل في المدن المختلطة، أو إغلاق طرقات ومنع عبور الشاحنات والدبابات والذخيرة إلى ساحات القتال. من أجل مواجهة هذا التحدي، نحن بحاجة إلى جيش مدرب ولديه خبرة، وفي الأساس جيش كبير. ليس سراً أن لدى الجيش الإسرائيلي 3 ألوية دبابات نظامية مزودة بأفضل المنظومات الهجومية والدفاعية في العالم. لكن قُلِّص حجمها، بالإضافة إلى تقليص ألوية من الاحتياطيين من الحجم العام للجيش النظامي.

نائب رئيس الأركان السابق اللواء إيل زامير وجّه تحذيراً استراتيجياً في هذا الشأن في حفل وداعه، فقال: "يمكن أن نواجه معركة كبيرة وطويلة ومتعددة الجبهات، مصحوبة بتحديات داخلية ومخططات تتعلق بالجبهة الداخلية وجبهة عميقة، ولذلك نحن بحاجة إلى القدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة، وإلى طول النفس، واحتياطي قوي". وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يصل اليوم إلى حجمه الأدنى في مواجهة تحديات أكثر تعقيداً من تلك التي شهدناها في الأعوام الأخيرة. وتابع: "يجب على دولة إسرائيل في هذه الظروف الاستثنائية المحافظة على هامش واسع من الأمن والقوة، بالإضافة إلى الحاجة الجوهرية إلى تحويل وتكييف قدرات الجيش الإسرائيلي وفق عصر الحروب المستقبلية. إسرائيل بحاجة إلى قدرات تكنولوجية متطورة، إلى جانب كتلة كبيرة من جيش نظامي، نوعاً وكمّاً."

القصة هي هذه الكتلة. وعندما يزداد عدد الجبهات المعقدة التي تقف إيران وراءها، من الواضح أن الجيش سيحتاج إلى القيام بمناورة على الأرض كي يقضي على قدرات إطلاق الصواريخ بصورة كثيفة، وأيضاً لمنع غزو قوات حزب الله للبلدات الواقعة على خط التماس. كما يؤثر حجم الجيش في زمن استمرار الحرب: سنكون بحاجة إلى قوات نظامية ومن الاحتياطيين ماهرة جداً، وقادرة على العمل في آن معاً، وبسبب حجمها، سيضطر الجيش إلى نقلها، مثلاً، من الجنوب إلى الشمال. مثل هذه العملية وحدها يمكن أن يستغرق أسبوعاً، وهذا وقت ثمين بالنسبة إلى الجبهة الإسرائيلية الداخلية التي ستتعرض لكميات غير مسبوقة من الصواريخ. والفجوة ليست فقط في الدبابات والمدرعات، بل أيضاً في المنظومة اللوجستية. وهناك أيضاً مسألة الاستخبارات - ووسائل جمع المعلومات والقدرة الهجومية التي يجب توزيعها على سائر الجبهات.

اتخذ رئيس الحكومة نفتالي بينت قراراً استراتيجياً بمدّ الجيش الإسرائيلي بالذخيرة والصواريخ الدقيقة والمنظومات الدفاعية. هذا مهم، لكنه ليس كافياً. الجيش الإسرائيلي، بحجمه الحالي، هو جيش صغير في مواجهة الحرب على عدة جبهات. العنوان واضح، والمسؤولية يتحملها المستوى السياسي وقادة الجيش. نحن دولة غنية، وإذا كنا نتمسك بالحياة والازدهار، فيجب أن نستعد لهذا السيناريو، فهو في النهاية سيناريو معقول.